نفحات قدسيّة.. للإمام المهديّ عليه السّلام
أدعية أهل البيت عليهم السّلام أنفاس شائقة إلى الله جلّ جلاله، ونفحات مقدّسة تفوح من عطرهم الزكي، وانحناءات قلبيّة أمام عظمة الله تعالى ورحمته وجلاله القدسيّ المَهيب.
وإلى ذلك ـ أيّها الأصدقاء ـ لا تخلو أدعيتهم سلام الله عليهم أبداً من المعارف الإلهيّة، والقيم الأخلاقيّة الرفيعة، والنفثات الصاعدة ترجو المغفرة واللطف والوصال.

والإمام المهديّ المنتظر صلوات الله عليه وعلى آبائه الغُرر.. كانت له مناجاة وأدعية كثيرة، نُقل بعضها فألّف كتاباً، ودِدْنا أن نشير إلى شيءٍ ممّا فاه به فمُه العاطر.

من دعائه في زمن الغَيبة، وقد أُكِّد على قراءته لِما فيه من التعريف والتعرّف.. قال عليه السّلام يعلّمنا كيف نخاطب الله تعالى ونطلب من جوده وكرمه:

اللهمّ عَرِّفْني نفسَك؛ فإنّك إن لم تُعرِّفْني نفسَك لم أعرِفْ نبيَّك. اللهمّ عرِّفْني نبيَّك؛ فإنّك إن لم تُعرِّفْني نبيَّك لم أعرِفْ حُجّتَك. اللهمّ عرِّفْني حُجّتَك؛ فإنّك إن لم تُعرِّفْني حُجّتَك ضَلَلْتُ عن دِيني. اللهمّ لا تُمِتْني مِيتةً جاهليّة، ولا تُزِغْ قلبي بعد إذ هديتَني.


اللهمّ فكما هديتَني لولايةِ مَن فَرَضتَ علَيّ طاعتَه مِن ولايةِ وُلاةِ أمرِك بعدَ رسولِك صلواتُك عليه وآله.. حتّى والَيتُ وُلاة أمرِك: أميرَ المؤمنين، والحسنَ والحسين، وعليّاً ومحمّداً، وجعفراً وموسى وعليّاً ومحمّداً، وعليّاً والحسن، والحجّةَ القائمَ المهديّ صلواتُك عليهم أجمعين.
اللهمّ فثبِّتْني على دِينك، واستَعملْني بطاعتِك، ولَيِّنْ قلبي لوليِّ أمرِك، وعافِني ممّا امتَحنتَ به خَلْقَك، وثَبّتْني على طاعةِ وليِّ أمرِك.. الذي سَتَرتَه عن خَلْقِك...


اللهم لا تَجعلْني مِن خُصَماءِ آلِ محمّدٍ عليهم السّلام، ولا تَجعلْني مِن أعداءِ آل محمّدٍ عليهم السّلام، ولا تَجعلني من أهلِ الحَنَقِ والغَيظِ على آل محمّدٍ عليهم السّلام؛ فإنّي أعوذُ بكَ مِن ذلك فأعِذْني، وأستَجيرُ بك فأَجِرْني.
اللهمّ صلِّ على محمّدٍ وآل محمّد، واجعلْني بهم فائزاً عندك في الدنيا والآخرة ومن المقرَّبين، آمينَ ربَّ العالمين


اللهمّ ارزُقْنا توفيقَ الطاعةِ وبُعدَ المعصية، وصِدقَ النيّة وعِرفانَ الحُرمة، وأكرِمْنا بالهدى والاستقامة، وسَدِّدْ ألسنتَنا بالصَّوابِ والحكمة، واملأْ قلوبَنا بالعلمِ والمعرفة، وطهِّرْ بُطونَنا من الحرامِ والشُّبْهة، واكفُفْ أيديَنا عن الظلمِ والسرقة، واغضُضْ أبصارَنا عن الفُجور والخيانة، واسدُد أسماعَنا عن اللَّغوِ والغِيبة، وتَفضّلْ على علمائنا بالزهدِ والنصيحة، وعلى المتعلّمينَ بالجُهدِ والرغبة، وعلى المستمعين بالاتّباعِ والموعظة، وعلى مرضى المسلمينَ بالشفاءِ والراحة، وعلى مَوتاهُم بالرأفةِ والرحمة، وعلى مشايخِنا بالوَقارِ والسَّكِينة، وعلى الشبابِ بالإنابةِ والتوبة، وعلى النساءِ بالحياء والعِفّة، وعلى الأغنياء بالتواضعِ والسَّعة، وعلى الفقراءِ بالصبرِ والقناعة، وعلى الغُراةِ بالنصرِ والغَلَبة، وعلى الأُسَراءِ بالخلاصِ والراحة، وعلى الأُمراءِ بالعدلِ والشفقة، وعلى الرعيّةِ بالإنصافِ وحُسنِ السيرة. وبارِكْ للحُجّاجِ والزُّوّارِ في الزادِ والنفقة، واقضِ ما أوجَبتَ عليهم من الحجِّ والعُمرة، بفضِلكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين