كشفت دراسة نشرت مؤخراً في دورية العلوم أن التغيرات المناخية تاريخيا، ارتبطت بالصراعات العنيفة بين الأفراد والمجموعات، خاصة أن أنماط الاحتباس الحراري الحالية يمكن أن تزيد من الصراعات بحلول منتصف القرن الحالي.
ووجد الباحثون أن الارتباط بين الصراعات والتغيرات المناخية في الماضي، يمكن أن تشكل دليلا على أن خطر الصراعات بين المجموعات في العالم يتضخم بنسبة 50 % بحلول العام 2050.
وقال المشرف على الدراسة والباحث في جامعة كاليفورنيا، سولومون هسيانغ، إن هذا الارتباط يغير كيفية تفكيرنا حول قيمة تفادي التغير المناخي، ويجعلنا نتخذ خطوات في كيفية الاستثمار بضرورة تجنب الاحتباس الحراري.
وأوضح الباحثون أن الأبحاث حول التغيرات المناخية والعنف بدأت بالانتشار منذ السنوات الأخيرة، حيث أن 78 % من الدراسات التي تضمنها البحث بدأت تصدر منذ العام 2009.
وأظهرت الدراسة التي عمد هسيانغ وفريقه إلى التعمق من خلالها في الأبحاث حول الحضارات منذ 10 آلاف سنة قبل الميلاد، أن ارتفاع الحرارة يرتبط بالسلوكيات العدائية غير المؤذية، والسلوكيات العدائية الجدية مثل العنف المنزلي، والاعتداء، والاغتصاب، كذلك أشارت الدارسة إلى أن عناصر الشرطة تستخدم القوة بشكل أكبر بسبب زيادة الحرارة.
ويرتبط الصراع أيضا بالأمطار الغزيرة، ولا سيما في المجتمعات التي تعتمد على الزراعة، وأوضحت الدراسة أن المعدلات الأعلى من حالات العنف الشخصي تتم في المجتمعات ذات الدخل المنخفض، حيث أن الدخل يعتمد على الزراعة التي تعاني من ظروف رطبة أو جافة للغاية.
وقال هسيانغ إن "الظروف المناخية التي ساهمت في تراجع الحضارات في كل من أمريكا الوسطى والصين تبدو وكأنها نتيجة لظاهرة التردد الجنوبي النينو."
وبحسب دراسة نشرها هسيانغ في العام 2011، فإن نتائجها أشارت إلى أن "ظاهرة النينو لعبت دورا في 21 في المائة من الصراعات الأهلية منذ العام 1950 حتى العام 2004."
وأوضحت الأدلة أن البلدان الأكثر فقرا في المناطق المدارية، مثل السودان ورواندا، كانت الأكثر تأثراً.
ووجد هسيانغ وزملائه أن الصراعات بين المجموعات زادت بنسبة 14 %، وأن العنف بين الأشخاص زاد بنسبة 4 %، لدى أي انحراف في التغيرات المناخية.
وفي السياق ذاته، تؤثر التغيرات المناخية وغزارة الأمطار على الإنتاج الاقتصادي وأسعار المواد الغذائية، والتي تؤثر بدورها على عدم الشعور بالرضى، وأعمال الشغب، فضلا عن تشريد السكان، ما قد يؤدي إلى صراعات حول المصادر.
يذكر أن تقرير نشر في العام 2011، أشار إلى أن التحديات الأمنية ستزيد فيما يرتبط بالبحرية الامريكية وخفر السواحل، إذا استمرت الاتجاهات المعتدلة في تغير المناخ