الساعة العاشرة من الليل دخلت لأحد محلات بيع الألبسة في مدينة الفلاحية و اذا برجل قرويّ و ابنه يدخلون معي، بعد السلام و التحية علی البائع ، ترکت لهم المجال ليتناقشوا و ليشتروا ما يحبونه مناسبا لهم .
من ملامح و کلام الرجل مع ابنه عرفت بانهم فقراء. ولکن فرحة العيد کسرت قيود الفقر و العسر، و دفعتهم إلی سوق الفلاحية لينخرطوا مع عشرات الآلاف التي تجوب أزقة السوق الضيّقة لتشتري ما يحلو لها من ألبسة و مکسرات و أثاث و... حسب القدرة المادیة . فالعيد يوزع البسمة علی الکل و يغمر الجميع بالأفراح و السرور و المحبة فهي الفرحة التي ينتظرها الناس من عام الى عام و لايمکن التفريط بها .
اختار الأب سروالا أزرقاً جميلاً لإبنه و قال له :« بالله شوفه علی گدّک» . و لکن الإبن أجابه بسرعة و بدهشة : « بويّه هذا غالي مابيک عليه خل ناخذ ذاکه أرخص ». فقال الأب : « انته شلّک غرض البس هذا احسن ». فلبسه الإبن فکان جميلاً عليه فإشتروه و رجعوا إلی القريّة و المرح يملئ قلب الولد و کأنه حصل علی کنز عظيم .
هذه قصة حقيقية هزّت مشاعري و جعلتني ان ادوّنها . نعم العيد لا يعرف فقيراً و لا غنياً الکل يحتفل و يلبس و يزور و يفرح ، و هي فرصة جديدة لنبذ الخلافات وتقارب القلوب ومد جسور المودة والوئام مع الاخرين .
فلاحیتی-الأهواز2013