يجد الباحث في سيرة الملكة فكتوريا (ملكة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإرلندا وإمبراطورة الهند)، محيطا من المراجع والمجلدات والكتب التي ألفت عنها على مر السنين، ويزعم هذا الفيلم أن الملكة فكتوريا، التي جلست على عرش امبراطورية لا تغيب عنها الشمس،كانت مهووسة بزوجها الأمير ألبرت الى حد أنها صارت تمقت أبناءهما التسعة. ولذا صارت "الوالدة الدكتاتورة والطاغية المنزلية" في معاملتها لهم و"ذات رغبة وحشية في السيطرة على كل صغيرة وكبيرة في حياتهم".
ويقول الفيلم الذي يعتزمه تلفزيون ال "بي بي سي" والذي ستبثه الهيئة البريطانية في سلسلة من من ثلاث حلقات في أول أيام السنة الجديدة، إن الأمر بلغ بالملكة فكتوريا حد أنها كانت ترفض إرضاع أبنائها لأنها كانت تعتبرهم "نتناء قبحاء وأشبه شيء بالضفادع، لا أريد إرضاع ضفدع"!
ونقلت صحف بريطانية عن صنّاع الفيلم الفريد قولهم إنهم استقوا هذه المعلومات، "التي ستأتي بمثابة الصدمة للأمة والعالم"، من طيف واسع من الخطابات والمذكرات الملكية، بالإضافة الى سلسلة طويلة من الحوارات مع عدد من المؤرخين وكتّاب السيرة الذين لا يشق لهم غبار في تاريخ التاج.
وعلى سبيل المثال فإن بروفيسيرة التاريخ، كاثرين هيوز، تقول إن "الصورة المرتسمة في أذهان العامة هي أن الحياة داخل أسرةفكتوريا كانت النموذج الأعلى لرغد العيش وأشبه بصندوق من الشوكولاتة الفاخرة. لكن هذا محض خيال لا أكثر، لأن الحقيقة كانتمريرة الى أقصى حد يمكن أن يتخيله الإنسان".
ومصداقا لهذا يرد في مذكرات إحدى السيدات اللائي كن يقمن على خدمة فكتوريا ذكرها لمناسبة معينة كانت تهم فيها الملكة بضرب ابنها ليوبولد – الذي كان مصابا بنزعة النزف الدموي (الهيموفبليا) – لولا أن والدتها نفسها حالت دون ذلك. وسألتها هذه الأخيرة: "كيف يتحمل قلبك منظر ابنك وهو يبكي من الألم؟"، فردت عليها بالقول: "هذه ليست مشكلة عندما يكون لديك تسعة ضفادع".
ووفقا للفيلم فقد مسلك فكتوريا المتشدد أبداً قلق زوجها الأمير ألبرت نفسه. فقد ورد في أحد خطاباته لها وهو على سفر: "من المؤسف أنك لا تجدين الرفقة الحسنة في أبنائك. ربما كانت المشكلة هي المفهوم الخاطئ عن أن الأم يجب أن تربي أبناءها بالعصا وليس بالجزرة". ويرد أيضا أن معاملة فكتوريا القاسية لأبنائها استمرت حتى بعدما كبروا وصاروا رجالا ونساء. فعندما أطلعتها ابنتها، الأميرة فيكي، على أنها وزوجها الأمير فريدريك ينتظران مولودهما الأول، ردت عليها قائلة إنها "في غاية الحزن لهذا النبأ التعيس".
ويقول الخبراء الذين تحدثوا في الفيلم إن هذا المسلك غير المتوقع من لدن فكتوريا "ربما كان ردة فعل لحقيقة أن الأمير ألبرت نفسه كان يسعى للهيمنة على زوجته الملكة". وتتصدرهيلين رابابورت، كاتبة السير الملكية، أصحاب هذا الرأي فتقول: "نجح الأمير ألبرت (الألماني) في أن يغيّير امرأة محبة للحياة والمرح الى ربة بيت ألمانية مطيعة، كانت امرأة مستقلة لكنه خلق منها شخصية مختلفا تماما من ابتداعه".