الكلب بان قو، هو أسطورة صينية تجدها في معظم كتب القصص الصيني، فما هي حكايته وما هي عقدته وما تأثيرها علينا؟
من هو بان قو؟
يحكى أن ملكاً كان له خصم من المتمردين أرهقه وضغط على حكمه كثيراً ، فأقسم الملك أن يزوج ابنته الأميرة الحسناء لمن يقتل هذا المتمرد ... ذهب كثيرون وهجمت عصابات لكن كلها لم تعد أمام قوة جيش المتمردين.
فسمع كلب اسمه بان قو هذا القسم ، فجرى بكل سرعته نحو زعيم المتمردين فلما رآه الأخير ضحك وقال : "حتى كلب الملك تركه ولم يعد يريده" ، ثم أمر بإطعامه وأن يحولوه ليكون أحد المرافقين له كدليل على الانتصارات التي يحققها المتمردون ضد الملك.
مرت الأيام ، فنام زعيم المتمردين بجانب الكلب "بان قو" الذي ما إن تأكد من نوم فريسته حتى قفز عليه فنهشه في رقبته ليقتله ثم أخذ وقته ليقتلع رأس المتمرد ويجري به نحو الملك الذي ما إن رأى المنظر حتى أمر للكلب بكل أنواع الطعام والشراب اللذيذ... لكن الكلب رفض الأكل ، فسأله الملك مازحاً : " لماذا؟ "... لينصدم بأن الكلب يجيبه ويقول له "لأنك وعدتني أن تزوجني ابنتك" .
صدم الملك كثيراً ، فقال له : " وكيف تتزوج وأنت كلب؟"...فقال له بان قو : "ضعني في إناء ذهبي كبير وأغلق علي بإحكام كي لا يدخل الضوء وبعد سبعة أيام سوف أكون إنساناً"...فعل الملك ما قاله الكلب...لكن ابنة الملك كانت تحب الكلب كثيراً فخشيت أن يموت فقامت بالكشف عن الإناء الكبير بعد (6) أيام أي قبل يوم من النهاية لتجده قد تحول كلياً إلى إنسان باستثناء رأسه الذي بقي رأس كلب...فاضطرت للزواج منه بهذا الشكل والعيش مع جسد انسان ورأس كلب طوال حياتها لتسرعها.
ما العلاقة بين مجتمعنا وهذه القصة؟
ببساطة هي علاقة التسرع وعدم القدرة على الصبر حتى إتمام المشاريع ، فنسمع كثيراً ونشاهد مشاريعاً بدأت في بلادنا ليتم إيقافها عندما تشارف على الإنجاز... ونسمع أيضاً مشاريع لتطوير التعليم ليتم تغييرها بعدما بدأت تجني النتائج الإيجابية ... لنضطر كمجتمع أن نعيش مع مشاريع بجسد انسان ورأس كلب!!.
وأخطر شيء بمشاريع "بان قو" التي نعيش بينها أنها تتآكل مع الزمن وتتراجع لعدم اكتمالها ، فمشروع التعليم الناقص بدأ ينتج جهلة بدلاً من المتعلمين... ومشروع الإعلام على طريقة "بان قو" بدأ يقدم كل شيء يهدم ولا يبني لأن التنمية الإجتماعية أيضاً كانت على طريقة "بان قو".
نحن نتسرع لقطف الثمار فلا تكون مفيدة غذائياً ولا لذيذة من حيث النكهة!