السلام عليكم
عجيبة هي الحياة على كوكب الأرض ولا تخلو من القصص الغريبه والمثيرة والتي تحمل بين طياتها قدر كبير من الدهشة، وكما يقول مشاهير صناعة السينما أن أفلام الفانتازيا ما هي إلا واقع قد يصدقه البعض وينكره البعض الآخر، هذا ما حدث بالفعل بقصة فييتنامي وابنه ظلا حبيسي الأدغال لمدة أربعون عاماً حتى صار الإبن قريب الشبه جداً ببطل أفلام طرزان.
بدأت القصة عندما شن سلاح الجو الأمريكي غارة على إحدى القرى الريفية بوسط فييتنام إبان الحرب الأمريكية في سبعينيات القرن الماضي، وراح ضحية تلك الغارة العشرات من سكان القرية، وكان من بين الضحايا والدة المزراع (هو فان) واثنين من ابنائه، فما كان منه إلا أن أسرع بالاختباء في الأدغال القريبة من قريته.
كان (هو فان) في ذلك الوقت عمره ستة وأربعون عاماً بينما لم يكن ابنه (هو فان لانج) قد بلغ الثانية من عمره، واتخذ فان من الأدغال ملاذاً آمناً وقام ببناء كوخ صغير أعلى تله وبدأ التكيف مع واقعه الجديد حيث بدأ يزرع الفاكهة وحبوب الذرة ليقتات ونجله عليها دون الحاجة إلى الرجوع للقرية.
ويبدو أن فان لم يعلم أن الحرب الأمريكية على بلاده قد انتهت منذ عقود حيث ظل قابعاً هو وابنه بتلك الأدغال لمدة أربعون سنة كاملة دون أن يخرجا منها ولو لمرة واحدة، وشب الطفل الرضيع وصار رجلاً يبلغ من العمر اثنين وأربعون عاماً بينما شاب الأب وصار كهلاً عمره ثمانية وثمانون عاماً.
وبالعودة إلى الواقع أكد الإبن الأصغر لـ(هو فان) الذي كان عمره ثلاثة أشهر عندما هرب والده وأخيه في تصريح لإحدى الصحف الأجنبية أنه كان يعلم مكان والده وأخيه وكان يزورهما مرة واحدة في السنة وكان دائماً يطالبهما بالعودة إلى القرية إلا أنهما كانا دائمي الرفض.
واكتُشف أمر (هو فان) و (هو فان لانج) عندما شاهدهما سكان مقاطعة كوانج نجاي القريبة من الأدغال التي يقطناها ومن فورهم قاموا بإبلاغ السلطات المحلية التي سارعت بالانتقال إلى مكان فان وابنه ووجدوهما بالفعل، وعملا على إخراجهما وسط استهجان الرجلين الذين رفضا في البداية الابتعاد عن مكان إقامتهما فاضطرت القوات إلى إخراجهما رغماً عنهما.
ونقل التلفزيون المحلي صوراً حية أثناء إخراج الرجلين من تلك الأدغال وبدا النحول والوهن الشديدين على الإبن (هو فان لانج) الذي كان بالكاد يستطيع أن يمشي ولا يتلفظ سوى ببضع كلمات بسيطة بلهجة محلية قديمة، أما الأب فقد خرج محمولاً على محفة المسعفين نظراً لكبر سنه ووهن جسده.