جدي ونخلتي سعاد
كنتُ في الخامسةِ من عمري. وذاتَ ضحىً مسك بيدي ،جدي يبارة، الله يرحمهُ...فقال؛ يا حفيدي
العزيز تعالَ لاُقدم لكَ أثمن ما استطيع تقديمه من اِرثٍ روحي عائلي. اَذكرهُ جيداً جدي يبارة،
كان طويل القامة بزي عربي اهوازي اصيل..ومسحاته التي تعرفها ارض قريتنا بالمحمرة الماجدة...
ومشينا قليلاً، أنا وجدي يبارة...فوصلنا الى آخر حدقتنا خلف المنزل اَمام نهر كارون. فاخرج من
كيسٍ مرطوبٍ، غرس نخلةٍ. ثم حفر بمسحاتهِ حافة ساقيتنا و زرع ذلك الغرسَ.
اِقترب جدي مني ماسحاً عرق جبينه بكمه...واِبتسم وقال؛ هي النخلة العربية الآتية من أجدادنا
فصُنها صيانة كريمة وفية...فشكرته وسئلته ما اسمها يا جدي العزيز؟ قال ؛أنها حبيبتك
وعُرسك ...سعاد...أنها كنزك التي اَتركه لك متجذراً في اعماق المحمرةِ...شامخاً الى جوار كارون...
ع ع الأهواز2013