يعد استخدام الهاتف المحمول أثناء قيادة السيارة عاملا مهما في حوادث سيارات قاتلة أكثر بكثير مما قد يدركه أي شخص، كما يقول تقرير أصدره "مجلس السلامة القومي" في الولايات المتحدة.
وجد المجلس انه حتى عندما يقول السائقون أنهم كانوا يستخدمون الهواتف المحمولة في وقت الحادث فذلك الاعتراف لا يتم تسجيله في تقارير الحوادث التي تجمع لكي يتم ادراجها خلال السجال الدائر هناك بشأن الانشغال بأمور أخرى خلال قيادة السيارات.
تقول "جانيت فروتشر" رئيسة مجلس السلامة القومي الأميركي: "نعتقد أن عدد حوادث الاصطدام التي كان سببها انشغال السائق باستخدام الهاتف المحمول أكبر بكثير مما جرى الاعلان عنه.
ويصعب تحديد عدد دقيق بسبب عدة عوامل مثل عدم اعتراف السائقين باستخدام الهاتف المحمول، ونقص التدقيق في تقارير الحوادث المستخدمة خلال جمع البيانات في مسرح الحادث."
فقد راجع الباحثون أكثر من 180 حادث تصادم قاتل على مدى ثلاث سنوات مع وجود دلائل على استخدام السائق للهاتف المحمول أثناء وقوع الحادث. ومع ذلك، وفي سنة 2011، لم يسجل سوى 52 بالمائة من الحوادث في قاعدة البيانات الوطنية بوصفها حوادث وقعت خلال استخدام الهاتف المحمول.
كما وجد التقرير مجلس السلامة القومي تبايناً واسعا بين معلومات وبيانات الولايات الأميركية في اعلانها عن الحوادث القاتلة المرتبطة بالهاتف المحمول. ففي 2011، أعلنت ولاية تينيسي 93 حالة وفاة، في حين أن ولاية نيويورك أعلنت حالة واحدة، بينما لم تعلن ولاية نيفادا عن أية حالة بشأن حوادث الموبايل.
وفي وقت لم تذكر فيه العاصمة الأميركية أي حادث بشأن الموبايل في العام 2010، إكتفت بتسجيل حادث مميت واحد كان قد وقع نتيجة لاستخدام الضحية الهاتف المحمول في العام 2011.
بينما أعلنت ولاية ماريلاند ثلاثة حوادث في العام 2010 وحادثين فقط في العام 2011، في حين أن ولاية فرجينيا لم تذكر سوى أربعة حوادث في العام 2010 وستة حوادث أخرى في العام 2011.
عدم دقة المعلومات
يقول "بيل وينسدور" نائب رئيس احدى شركات التأمين التي ساعدت في تمويل دراسة مجلس السلامة التي وضعت التقرير: "يجب على الناس ادراك ان حوادث التصادم المتعلقة بالهاتف المحمول لا يجري الاعلان عنها بصورة دقيقة. كما تؤثر هذه الاحصاءات على أولويات الوقاية الوطنية وتوجيه القرارات واهتمام وسائل الاعلام وكذلك حزمة التشريعات وسياسة الدولة في معالجة الموقف، وحتى في وضع طرق لهندسة حركة السيارات واستخدام الشوارع العامة.
وهناك نتائج سلبية واسعة النطاق في تأثيرها على السلامة في حالة الاستهانة بالإخبار عن عامل اصطدام قاتل، كما يظهر في حالة استخدام الهاتف المحمول في الحوادث."
وفي ضوء المعطيات المتعددة يعتقد مجلس السلامة القومي الأميركي أن حوالي ربع حوادث السيارات كانت مرتبطة باستخدام الهاتف المحمول.
يقول "جوناثان ادكنز" وهو أحد الناشطين في مجال سلامة الطرق السريعة: "نتفق مع مجلس السلامة الوطني في خطأ تصرف عدم الإخبار الكافي عن الحوادث المرتبطة بالهاتف المحمول وكذلك في تفاوت دقة عمليات الإخبار بين الولايات الأميركية. لكننا من جهة أخرى، لا نرى أي دليل على تسبّب استخدام الهاتف في وقوع 25 بالمائة من الحوادث كافة. فقد أشارت آخر البيانات الى أن نسبة 10 بالمائة من كل الحوادث المميتة قد تضمنت الإنشغال عن القيادة، ومن هذه النسبة هناك نسبة اكثر من واحد بالمائة هي التي ارتبطت باستخدام الهاتف المحمول خلال القيادة.
ولذلك، فإنه حتى عند تقدير عدم الإخبار الكافي عن تفاصيل الحوادث، لا تبدو نسبة 25 بالمائة معقولة في هذا السياق."
وكان مجلس سلامة النقل الوطني قد دعا في العام 2011 الى حظر جميع استخدامات الهاتف المحمول أثناء قيادة السيارات.
عن صحيفة واشنطن بوست الأميركية