قال الفران وهو يدفع بصينية الكليجة الى بطن فرنه الملتهب ، منذ اكثر من يومين ونحن نطهي الكليجة لسكان المنطقة ، ويضيف هذه عادة توارثنها النسوة الشاطرات فقط استعدادا ليوم العيد وابتهاجا به ، اما " نسوان هذا الوكت و الموظفات " فلا يجدن وقت لصنعها ويشترينها جاهزة من الاسواق.
ويضيف الفران ابو علي في حديث لشبكة اخبار الناصرية " هناك اقبال كبير لدى الناس لطهي (كليجة البيت) وتزويقها لأنها في البداية تقليد قديم ثم انها تحوي قيمة غذائية عالية مقارن ببقية المعجنات الأخرى ".
بدروها تقول ام فراس ، وهي ربة بيت ، انها صنعت الكليجة قبل العيد بايام لتتجنب زحمة الطهي في الافران والتي تزداد كل يوم مع اقتراب العيد .
ورات ان الكليجة من الضروريات كونها تعبر عن كرم الضيافة بزوار العيد من الأهل والأقارب وهي تقليد توارثته الاجيال منذ عقود .
اما بشرى محمد ، فتقول ان تحضير وصنع الكليجة يبدآ عادة قبل العيد بيوم او يومين حيث يتم تهيئة المستلزمات من الطحين والتمر والسمسم وغيرها من المواد .
واشارت الى ان جميع افراد الاسرة بما فيهم الاطفال يشاركون بصنع الكليجة ويتفننون بها ، ويتم حشوها بالتمر والحلوى وفقا لرغباتهم .
اما سعاد جابر ، وهي موظفة ، فترى ان زحمة العمل ومشقة الصيام اصبحت تشغلها عن عادات وطقوس قديمة مثل صنع كليجة العيد ، لافتة الى انها تستعيض بذلك بشراء الكليجة الجاهزة من السوق .
واضافت ، لقد اتفقت مع زوجي على ان نتنازل هذا العام عن مشقة صنع الكليجة ، وان نشتريها جاهزة من السوق ونقتصر التعب والتحضير .
بدوره قال كاظم عباس ، وهو صاحب محل لبيع المعجنات ، ان ربات البيوت في الناصرية كن في السابق يتفنن بصنع الكليجة من خلال التحكم بالشكل واللون فضلا عن طعمها ومواد حشوتها ، لكن في الآونة الأخيرة ومنذ خمس سنوات تراجعت صناعة الكليجة المنزلية الأسباب غير معروفة . وتابع " إن ربة البيت لم تعد تهتم كثيرا بالعادات المتوارثة واغلبهن موظفات ولا يمتلكن الوقت لتحضير الكليجة ، لذا فان بعضهن يفضلن شرائها جاهزة ".
وتعد صناعة الكليجة وتقديمها لضيوف العيد ، تقليدا قديم لدى المسلمين في العراق و الاردن وسوريا ولبنان ومصر وبلدان اخرى ، وان كانت بمسميات مختلفة .