الطريحي يؤسس ل"سابقة" في تاريخ ادارة المحافظات: ثلاثة مجالس استشارية تعضد دور المحافظ
بغداد/ المسلة : أسس محافظ كربلاء عقيل عمران الطريحي لمبادرة تعد سابقة في تأريخ عمل مجلس المحافظات في العراق، عبر شروعه في التأسيس لمجالس استشارية اكاديمية واجتماعية ونخبوية لم يعهدها تاريخ المحافظات في العراق منذ عقود طويلة.
فقد بدأت في المحافظة اعمال أول مجلس استشاري من محافظي كربلاء القدامي ممن مارسوا مهام قيادة المحافظة منذ العام 2003، وتتلخص مهمته في تقديم الاستشارة والمبادرات في الاساليب والمناهج التي يمكن من خلالها ارساء مبادرات النهوض بالمحافظة.
وقال الطريحي في حديث خص به "المسلة" على هامش اجتماعه بالمحافظين السابقين لكربلاء، ان "المشاركين كانوا متفاعلين جدا مع هذه المبادرة"، مؤكدا على ان "المسؤول عندما يغادر منصبه، فان هذا لا يعني اعفائه من المسؤولية بل ينبغي ان يتواصل معها".
وكشف الطريحي ل"المسلة" ان في النية انشاء "مجلس لشيوخ العشائر و مجلس لممثلي المحافظة، يتم اختيارهم من جميع مناطق كربلاء".
وزاد في القول "اتفقنا مع المحافظين السابقين على استمرار اللقاءات التي ستناقش فيها القضايا وفق محاور و ملفات، يكلف المحافظون السابقون بمتابعتها للاستفادة من خبراتهم و تجاربهم وتعزيز حضورهم الجماهيري والشعبي والاستفادة من كل ذلك لتأكيد وحدة أهالي كربلاء".
وكان مجلس محافظة كربلاء انتخب في 19 يونيو، 2013، المفتش العام السابق لوزارة الداخلية عقيل الطريحي محافظاً لكربلاء.
وأكد الطريحي، صاحب الخبرة الطويلة في مكافحة الارهاب والفساد بحكم منصبه مفتشا عاما في وزارة الداخلية، في حديث سابق ل"المسلة" ان " مهمته الجديدة كمحافظ لكربلاء واستقالته من منصب المفتش العام لوزارة الداخلية، لن يؤثر على حسم ملفات الفساد في الاجهزة الامنية، لان التدقيق والتحقيق في الملفات يقوم به خبراء مختصون ".
ووعد الطريحي "بمحاسبة الشركات والمقاولين المتلكئين في مشاريع محافظة كربلاء اشد الحساب لأنهم قصروا في تقديم الخدمة للمواطن".
الى ذلك استطرد الطريحي في الحديث حول مهام المجالس الاستشارية الجديدة "سوف نستفاد من اللقاءات مع المحافظين السابقين ايضا، في نقل هموم ومعاناة المواطن في كربلاء الى المسؤولين".
الخبرات المتراكمة
من جانبه أثنى محافظ كربلاء السابق الشيخ علي كمونة في حواره مع "المسلة" على تشكيل المجلس الاستشاري مؤكدا على ان "فكرة الاجتماع تهدف الى عدم هدر الخبرات المتراكمة لدى المحافظين خلال عملهم في المحافظة لاعتبارين، الاول باعتبار ان محافظة كربلاء اكثر المحافظات التي تم استبدال محافظين فيها، والاعتبار الثاني ان المحافظة شهدت احداثا مهمة، اقتصادية وسياسية وامنية، وكانت ساحة لكثير من الاحداث، بعضها عسكري، والبعض الاخر له علاقة بتيارات دينية وعشائرية واجتماعية".
واستطرد في القول "هذه التداعيات والتجارب صقلت خبرات المحافظين، ولكي لا تضيع هذه الخبرات، دعا المحافظ الطريحي الى تشكيل مجلس استشاري غير رسمي يقدم دعم واستشارات للمحافظ الحالي والحكومة المحلية الحالية وفق الرؤية التي تراكمت لديه".
وأردف في الحديث "يمكن الاستفادة حتى من التجارب الخاطئة التي تعايش معها المحافظون، حيث يمكن عبر دراسة الاخطاء التي حصلت من ارساء التجارب الناجحة".
وحول طريقة عمل المجلس الاستشاري، قال كمونة ان "كل محافظ على سبيل المثال يمكن ان يعهد له ملف معين لدراسته ووضع القواعد الصحيحة لانجاز ما ستضمنه من مشاريع"، مذكرا بان "محافظي كربلاء متميزون بخلفياتهم السياسية والثقافية وفيهم شيوخ عشائر، كما ان بعضهم عنصر فعال في احزاب دينية وأخرى ليبرالية، كما فيهم من تبوأ مناصب سياسية وإدارية عليا على الصعيدين المحلي والدولي".
سبعة محافظين سابقين
ويتكون (مجلس المحافظين) من سبعة محافظين سابقين، تولوا ادارتها بعد العام 2003 ولغاية الان وهم، مظهر حسين الحكيم، علي عبد الحسين كمونة، الدكتور اكرم محسن الياسري، الشيخ سعد صفوك المسعودي، الدكتور عقيل محمود الخزعلي، وامال مجيد الهر، والمحافظ الحالي عقيل الطريحي.
وكشفت مصادر ل"المسلة" ان المحافظ عقيل الطريحي، يمهد لتأسيس ثلاثة مجالس استشارية غير رسمية، الاول، (مجلس اكاديمي) لاستقطاب اساتذة الجامعات بمختلف اختصاصاتهم، مهمته تقديم البحوث باعتباره مركز دراسات استشاري للمدينة.
والمجلس الثاني، سيكون مؤلفا من 150-170 شخصا يتم اختيارهم باعتبارهم شخصيات مجتمعية من مختلف مناطق كربلاء ومهمته استشارية ايضا، ويؤدي دورين، الاول الكشف عن المشاكل المحلية والدور الثاني، بمثابة عين رقابية على المشاريع التي تُنجز ليتسنى تصحيح الاخطاء ومعرفة اسباب تلكؤها.
اما المجلس الثالث، فهو (مجلس الخبرات)، ويتألف من المتقاعدين من مدراء الدوائر للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم وتوظيفها تحسين مستوى اداء الدوائر والمؤسسات في الوقت الحاضر، كما ان ذلك سيمنح المسؤول المتقاعد الشعور باستمرارية دوره في النهوض بالمحافظة.
وكان الطريحي كشف ل" المسلة" لحظة تسنمه منصبه الجديد،محافظا لكربلاء عن نيته " تشكيل لجان متخصصة تدرس جميع مشاريع المحافظة وخاصة المتلكئة منها، وعلى ضوء دراسة اللجان تصنف المشاريع الى ثلاثة اقسام، وهي المشاريع التي بحاجة الى الدعم للتعجيل تنفيذها، والمشاريع التي تحتاج الى التقويم في تصاميمها، والمشاريع التي تحتاج الى (الكي) وهو اخر العلاجات ".
وأردف الطريحي حديثه بالقول " سيُسحب المشروع من اي جهة تلكأت عن عمد وفساد في انجازه، وسيُحاسب (الفاسدون) اشد الحساب ووفق القانون، لانه قصروا في خدمة المواطنين".
وفيما يتعلق بالجانب الامني، اكد الطريحي، وهو صاحب الباع الطويل في هذا المجال " ستكون اولى المهمات، تنفيذ خطة امنية جديدة في المحافظة، بعد مناقشة جميع المقترحات، وهي خطة تخدم اهالي كربلاء وزائريها وتحفظ لهم الامن والاستقرار".
وعن مشاريعه الثقافية التي ينوي الشروع بها في المحافظة، قال الطريحي " كربلاء هي عاصمة للثقافة العربية والعراقية سواء اعلنت او لم تعلن، لان اسمها اقترن بسيد الشهداء الحسين عليه السلام، وهي ملتقى وقبلة قلوب جميع المسلمين وغير المسلمين".
وفي هذا الصدد، فان الطريحي ينوي تركيز الاهتمام والجهد لبناء منتديات خاصة بالمثقفين والشعراء والأدباء والشباب، وتشجيع ما هو قائم منها.
وأحْكَمَ الطريحي حديثه بالقول " سأعمل وبشكل شخصي وبجهد متوازي مع تقديم الخدمات وتوفير الامن والاستقرار الى الاهتمام بالنشاطات الثقافية والمنتديات الشعرية والأدبية، وسأكون حريصا اشد الحرص على خلق الاجواء التي تعزز ريادة كربلاء الثقافية ".
سيرة ذاتية
محافظ كربلاء، عقيل عمران محمد سعيد الطريحي، من مواليد مدينة كربلاء، العام 1964، وينحدر من أسرة علمية متواضعة نجفية الاصل، لكن عقيل ترعرع في كربلاء.
والده هو السيد عمران الطريحي، وكان من من الجيل المؤسس لحزب الدعوة في أواسط خمسينيات القرن الماضي، ولكنه تخلى عن الارتباط الحزبي منذ السبعينات وتفرغ لعمله الخاص ولتربية أبنائه.