السومريـة | وخبــر يكسر ( ظهر الطائفية )
على حب هذا الوطن شارك المنشور ،
أهالي الفلوجة يزورون قبور شهدائهم ضد الاحتلال ويوقدون الشموع لـ"لشهدء النجف"
شهد قضاء الفلوجة التي يعتبر أكبر أقضية محافظة الأنبار أحداثاً مأساوية راح ضحيتها الآلاف من المدنيين، تتمثل بمعركتي الفلوجة الأولى والثانية، حيث وقعت الأولى، في نيسان 2004، على إثر قيام مسلحين بقتل أربعة من أفراد القوات الأميركية العاملين ضمن شركة "بلاك ووتر" الأمريكية، وانتهت بانسحاب القوات الأميركية ووقع خلالها 450 قتيلاً و جريحاً من الطرفين، فيما وقعت الثانية في النصف الثاني من شهر رمضان 2005، حيث ضاعفت القوات الأمريكية تعزيزاتها سبع مرات عن المعـركة الأولى، وبلغت أعداد جنودها أكثر من 15 ألف جندي، مقابل حوالي 1000 مقاتل كانوا متحصنين داخل المدينة، وبلغ عدد القتلى والجرحى من أهالي المدينة 5200 شخص.
وفي الطرف الشرقي لمقبرة شهداء الفلوجة يوجد عدد من القبور تعود لشبان من سكان مدينة النجف ممن قاتلوا القوات الأميريكة في الفلوجة بالمعركة الأولى واستشهدوا فيها، حيث آثر عدد من زوار المقبرة أن لا يتركوهم بدون زيارة او دعاء في هذا اليوم، ووضع السكان الشموع وأعواد البخور وصبوا الماء البارد عليها ضمن تقليد يعتقد اهل الفلوجة أنه يكرم الميت ويريحه في قبره.
وعن ذلك يقول أحد حراس المقبرة ويدعى أبو صلاح في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "هذه القبور تعود لفتية آمنوا بالعراق ببلد حر ورفضوا فض بكارة تربته من المحتل وقاتلوا ببسالة مع أهل الفلوجة واستشهدوا هنا، لذا هم بركة بيننا وليسوا غرباء".
وفيما علت أصوات البكاء والنحيب من قبل النساء على قتلاهن، تعالت ودعوات بالرحمة للقتلى من قبل رجال الدين الذين طالبوا المواطنين وخاصة النساء الالتزام بآداب الزيارة وعدم رفع الصوت في المقابر أو ضرب الخدود وشق الجيوب، فيما كثفت قوات الأمن تواجدها قرب المقابر وقطعت الطرق المؤدية إليها ضمن خطة أمنية لحماية الزوار وصفها أهالي الفلوجة بغير المبررة.
شهد التاريخ نحن اخوة في هذا الدين والوطن .