ان الشاب العابد المتهجد , والفتاةالقانته المتبتله , قد يتصوران ان العباده هي استقبال القبله , والجلوس على سجادة الصلاة لاطول وقت ممكن , واداء النوافل والادعيه والاذكار والتسبيحات , وتلاوة اكبر عدد من سور القران , وهذا فهم غير دقيق للعباده ,
العباده هي كل عمل يتقرب به الانسان الى خالقه وربه , حتى ولو يكن فريضه عباديه معروفه , التحيه , وقضاء حاجات الاهل والاصدقاء , والتعاون على مشروع شبابي يهدف الى انماء قابلياتهم , او يزيد في توعيتهم الدينيه , او يعمق من عرى المحبه والتآلف والتآخي فيما بينهم , والانجاز الدراسي لتنمية المواهب والمدارك والمعلومات , ورفع الاذى عن طريق المسلمين , وكل ما يسبب الازعاج لهم , والاستماع الى المواعظ , او الى المحاضرات العلميه والثقافيه والتربويه ,, كل ذلك عباده اذا كنت قاصد بها ان تبني شخصيتك لتكون انسانآ نافعآ مباركآ اينما كنت , السنا نقول (( خير الناس من نفع الناس ))
اذن : فانت في صلاه دائمه قائمه متصله , ما دمت في عمل لله فيه رضا ولك وللامه خير وصلاح ..
لقد اشتكت بعض نساء المسلمين الى النبي _ صل الله عليه واله _ انشغال ازواجهن بالعباده _ صيامآ وقيامآ _ فاستدعاهم ليقول لهم وانه وهو الرسول _ صل الله عليه واله _ لم يفعل ذلك , وانما يوازن بين العباده وبين متطلبات الحياه , حيث يقول (( اما اني اصلي واصوم وافطر , واضحك وابكي , فمن رغب عن منهاجي وسنتي فليس مني )) .
ان الرفق والمداراة والعطف كما هي مطلوبه مع الاخرين , مطلوبه مع النفس ايضآ , ولذلك فان كلمة (ظلمت نفسي ) هو انني قد تجاوزت عليها بالجور , وتحميلها فوق طاقتها , وحرمانها مما احله الله , والتضييق عليها بما وسع الله , وهذا هو الخروج على حد الاعتدال والتوازن , ولا يخفى ان اثقال النفس بالعباده في مرحلة الفتوه والشباب قد يؤدي _ في مرحلة لاحقه _ الى النفور من العباده والضيق بها وربما الانصراف عنها ,,
يقول الامام جعفر الصادق _ عليه السلام _ (( اجتهدت في العباده وانا شاب , فقال لي ابي : يا بني ! دونك ما اراك تصنع , فان الله عز وجل اذا احب عبدآ رضى منه باليسير )) .... والحمد لله رب العالمين