ننتقل معكم اليوم إلى أمريكا الجنوبية للحديث عن ذلك الوحش الشرس المفترس ،الذي ذاع صيته ،والذي أثار الرعب لدى كثير من قاطني موطنه من البشر…
إنها سمكة البيرانا (Piranha) أو ما يطلق عليها كذلك اسم سمكة الضاري –اسم على مسمى- ،وهي تنتمي إلى عائلة (Characidae) ؛ومن المنتشر أن أنواع البيرانا
هي أربع أنواع فقط : (Serrasalmus، Pristobrycon، Pygocentrus, Pygopristis) وذلك لأن كل هذه الأنواع متشابهة في خصائص أسنانها ،ولكن
تشير التوقعات إلى أن عدد أنواع أسماك البيرانا قد يتراوح ما بين 30 إلى 60 نوعاً ،وهي تعيش في الأنهار العذبة في قارة أمريكا الجنوبية حيث تستوطن حوض نهر الأمازون.
وعلى الرغم من أن أسماك البيرانا لا توجد إلا في موطنها الأصلي في أمريكاً الجنوبية إلا أنه تم العثور على بعض أسماك البيرانا في بعض الأنهار في أمريكا والصين
وبنجلاديش ،ويُعتقد أن الصيادين هم من نقلوها إلى هذه الأنهار وذلك بإفراغ حمولتهم من الأسماك في مياه الأنهار خوفاً من المساءلة القانونية من بعض الدول التي تحرم دخول هذه الأسماك إليها.
يتراوح طول البيرانا من 14-26 سم ويمكن أن تصل إلى أكثر من 40 سم في بعض الأحيان ،وتختلف أنواع البيرانا عن بعضها البعض في الأسنان من حيث الكبر والصغر
وبروز إحدى تلك الأسنان عن الأخرى ،وتحمل أسماك البيرانا –بشكل عام- صف من الأسنان في كل فك ،وهذه الأسنان حادة للدرجة التي تمكنها من تمزيق جلد الحيوانات
،وحتى تمزيق شباك الصيد.
تتنقل أسماك البيرانا في مجموعات وتتشارك نفس الوليمة -ولكن بالقوة- ،ولا شيء يستعصي عليها فهي “شرهة للحوم” بشكل لا يعقل ،وتهاجم كل كائن تراه أمامها سواءاً
صغيراً أو كبيراً بحرياً أو حتى برياً.
عندما ذهب الرئيس الأمريكي (تيودور روزفلت) عام 1913م في رحلة صيد إلى البرازيل في غابات الأمازون شاهد بعض الصيادين يحتجزون مجموعة من أسماك البيرانا
في جزء من النهر لعدة أيام حتى أصيبت الأسماك بالجوع ،وعند إلقاء “بقرة” في النهر التهمتها أسماك البيرانا ولم تلبث إلا وتحولت إلى إربٍ مبعثرة في النهر !! ؛ثم أشار
في كتاب له صدر بعدها بعام إلى أن هذه الأسماك -في رأيه- هي أشرس أسماك العالم -بلا منازع- حتى أشرس من أسماك القرش والباراكودا !!