بينما كان ذلك الرجل يتجوّل في حديقة بيته .. شاهَدَ بين ظِلال الأشجار نبتة فائقة
الجمال لم يرى مثلها في حياته ! .. فقرر أن يسقيها ويعتني بها أفضل
عناية بكل ما أوتي من جُهد ..وبعد مرور عدة أيام .. قام الرجل بتفحص تلك النبتة وقد ظهرت عليها
براعم جميلة جداً وقد شارفت الأزهار على التفتح .. ولكنه لاحظ وجود
أشواك كثيرة قاسية خشنة على ساق النبتة ..
فقال في نفسه : ” كيف يمكن لزهرة فائقة الجمال كهذه أن تمتلك مثل
هذه الأشواك القبيحة على ساقها ؟!! ” .. وظهرت علامات الإحباط على وجهه ..
فأهمل سقاية الأزهار لعدة أيام .. وفي اليوم الذي كانت تستعد فيه الزهرة للتفتح
.. جفّت براعمها .. ومــــــاتت .
في داخل كل منّا زهور فائقة الجمال .. وهنالك صفات
جميلة فد زرعها الله تعالى فينا منذ ولادتنا .. ولكن للأسف هذه
الصفات تنمو بين أشواك وأخطاء .. وكثيرٌ منّا من ينظر إلى نفسه
فلا يرى فيها سوى الأشواك .. فيصيبنا الإحباط والألم وننسى
أن نسقي الزهرة الجميلة الكامنة في أعماق أنفسنا .. فتجف ..
وتموت تلك الزهرة قبل أن تتفتح وتعرف معنى
جمالها المخفي بين بتلاتها المنطوية على ذاتها .
فلنسقى الأزهار التي في حقول قلوبنا حتى تنمو وتتفتح الى ان تخفى ما بها من اشواك بجمالها .