قال تعالى في كتابه الكريم ((قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ))المائدة: 15..

فما المقصود من النور هنا؟؟؟


لقد اختلف المفسرون في معناه هنا، حيث قال البعض بأنّ المقصود منه القرآن الكريم، وانّ حرف الوار في جملة (وكتاب مبين) هو حرف عطف والجملة تكون معطوفة على ما سبقها فتكون عطف تفسير..
واستدلالهم مبني على انّ القرآن الكريم قد ذكر القرآن الكريم بهذا الاسم (النور) في آيات أخر، فقد قال تعالى ((فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))الأعراف: 157، وقال تعالى ((فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ))التغابن: 8، وقال تعالى ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا))النساء: 174..

وقال البعض بأن المقصود به هو نبينا الأكرم محمد صلّى الله عليه وآله ويساعد عليه ذكره صلّى الله عليه وآله في صدر الآية الكريمة، مستدلّين على انّه ذُكر بصفة النور في قوله تعالى ((وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا))الأحزاب: 46..

وقد جاء في تفسير مجمع البيان - الطبرسي - (3 / 269)
« قد جاءكم من الله نور » يعني بالنور محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) لأنه يهتدي به الخلق كما يهتدون بالنور عن قتادة واختاره الزجاج وقيل عنى به القرآن لأنه يبين الحق من الباطل عن أبي علي الجبائي والأول أولى لقوله « وكتاب مبين » فيكون اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين..
منقول