كثرة الكلام كقلته , فالثرثره امر معيب والسكوت الدائم عيّ وخرس , والكلام ينبغي ان ينطلق حسب الحاجه , والسكوت ينبغي ان يكون بحسب الموقف , فكما ان (( لكل مقام مقالآ )) فكذلك (( اذا كان الكلام من فضه فالسكوت من ذهب )) ..
لكن ذلك لا يعني ان كل كلام من فضه , وكل سكوت من ذهب , فقد يكون بعض الكلام ذهبآ , كما في قول الحق والصدق والتاييد لهما , ودعم اهل البر والاحسان , والدعوه الى الله , وقد يكون بعضه صفيحآ له رنين لكنه رديّ , مثل كلمات التملق والتزلف والمبالغه في الاطراء ,
وكذلك السكوت في غير موضعه , فهو صفيح صديّ كالسكوت عن الحق (( الساكت عن الحق شيطان اخرس )) , وبعضه من فضه كالسكوت عن فضول الكلام وحشوه , وبعضه من ذهب كالسكوت بوجه الاحمق , او السكوت عن تاييد الباطل رغم ضغطه عليك , او السكوت عند عدم المعرفه (( من ترك قول : لا ادري , اصيب مقاتله )) .(( قل : لا اعلم وان قل ما تعلم )) ,
وعلى اي حال , فالزائد من الكلام لغو , والزائد من السكوت بكم , والكلام في موضعه اعتدال , كما ان السكوت في موضعه المناسب اعتدال , وفي الحديث : (( ليقل احدكم خيرآ او فليصمت )) , والحمد لله رب العالمين