بعث البابا فرانسيس الأول، بابا الفاتيكان ببرقية تهنئة إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بمناسبة عيد الفطر المبارك، وجاء فى البرقية "يسعدني أن أوجِّه إليكم تحيَّتي هذه بمناسبة احتفالكم بعيد الفطر في ختام شهر رمضان المخصَّص بصورة رئيسة للصوم والصلاة والصدقة".


وأضاف البابا في برقيته "جرت العادة أن يوجِّه إليكم المجلس البابوي للحوار بين الأديان التهاني بالعيد، مرفقة بدعوة إلى النظر معًا في موضوع معيَّن. هذه السنة، الأولى من حَبريَّتي، قرّرت أن أوقِّع أنا بنفسي هذه الرسالة إليكم، أيها الأصدقاء الأعزاء، للتعبير عن تقديري ومودَّتي لجميعكم، وبصورة خاصّة للقادة الدينيّين بينكم".


وأكمل: "كما تعلمون جميعكم عندما انتخبني مجمع الكرادلة أسقفًا لروما وراعيًا للكنيسة الكاثوليكية بأسرها، اخترت اسم "فرنسيس"، وهو قديس مشهور أحبَّ الله وكلَّ إنسان في خلق الله إلى حد أنه دُعِي بـ"أخ الجميع". أحبَّ وساعد وخدم المحتاجين والمرضى والفقراء واهتمَّ للخليقة كلِّها وأنا أعي جيدًا أن العائلة والأبعاد الاجتماعية تكتسب أهميّة خاصة بالنسبة للمسلمين خلال هذه الفترة. والجدير بالذكر أن هناك بعض أوجه الشبه في كلٍّ من هذه المجالات مع الإيمان المسيحي وممارسته".


وتابع: "في هذه السنة الموضوع الذي أوَدّ أن أتأمّل فيه وإيّاكم وجميع الذين سيقرأون هذه الرسالة هو موضوع يهمُّنا كلَّنا، مسيحيّين ومسلمين، ألا وهو: تعزيز الاحترام المتبادل من خلال التربية، رسالة هذه السنة تركِّز على أهمّيّة التربية في الطريقة التي نفهم بها أحدنا الآخر، التي أساسها الاحترام المتبادل. "الاحترام" يعني موقفًا من المودّة لأناس لهم في مشاعرنا اعتبار وتقدير. و"المتبادل" يعني أنّ الموقف ليس موقفًا من جهة واحدة، بل هو موقف يشترك فيه الجانبان".


وأشار البابا خلال البرقية إلى "أن الفاتيكان تسعى للعودة إلى الاحترام المتبادل في العلاقات بين المؤمنين، لاسيّما بين المسيحيّين والمسلمين، نحن مدعوون لاحترام ديانة الآخر وتعاليمها ورموزها وقيمها، ويتوجب كذلك احترام خاص للقادة الدينيين ولأماكن العبادة. كم هي مؤلمة الاعتداءات التي يتعرّضون لها! ومن الواضح أنَّنا إذا أبدينا احترامنا لديانة الآخر أو قدَّمنا له تمنِّياتنا الطيِّبة في مناسبة الاحتفالات الدينية، فإننا نشاركه فرحه وسروره بالعيد، دون التطرق إلى مضمون قناعاته الدينيّة".


وأكمل "أما بالنسبة لتربية الشباب المسلمين والمسيحيين، فعلينا أن نربي الأجيال الصاعدة على التفكير والتكلم باحترام عن الديانات الأخرى وأتباعها، والابتعاد عن كلَّ استخفاف أو إساءة لعقائدهم وممارساتهم".


وختم البابا فرنسيس برقيته قائلاً "وبهذه المشاعر أتمنّى مجددًا أن يكون المسيحيون والمسلمون بأجمعهم دُعاةً حقيقيين للاحترام المتبادل والصداقة، وخاصة من خلال التربية. وختاما لكم تمنيّاتي الطيبة وأسأل الله لكم حياة موفَّقة ومباركة تمجِّده تعالى وتجلب المسرَّة لجميع الناس من حولكم. كل عام وأنتم بخير

المصـدر