TODAY - March 25, 2011
إحتجاجات جمعة المساءلة قي بغداد و الإصرار في السليمانية
الصدر يجيز لأنصاره التظاهر... والأمن يقطع شوارع بالعاصمة
محتجون في السليمانية
ايلاف
في وقت تشهد فيه بغداد ومدن أخرى تظاهرات احتجاج اليوم تحمل شعار "جمعة المساءلة" وفي السليمانية "جمعة الأصرار" فقد أجاز زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لأنصاره التظاهر ضد الحكومة في أي وقت يرون فيه أنها عجزت عن تحسين الأوضاع العامة... فيما قامت الأجهزة الأمنية بقطع الطرقات وإحاطتها بالأسلاك الشائكة حول ساحة التحرير بوسط العاصمة لإعاقة وصول المواطنين إلى مركز التظاهر هناك حيث حذر ناشطون من محاولات للسفارة الإيرانية لزج عناصر تحاول حرف التظاهرات عن هدفها.
أجاز زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لانصاره التظاهر ضد الحكومة في حال عدم تحقيقها لمطالب المتظاهرين بتوفير الخدمات العامة ومحاربة الفساد والبطالة. جاء ذلك في اجابة للصدر على سؤال لاحد المواطنين فيما اذا كان جائزا للمواطنين التظاهر قبل فترة حددها استبيان اجراه التيار الصدر مؤخرا بستة اشهر اي في الاول من ايلول (سبتمبر) المقبل فيما اذا فشلت الحكومة في تحقيق وعودها بالاصلاحات. وشارك في الاستفتاء اربعة ملايين مواطن قال اكثر من ثلاثة ملايين منهم انهم يرون ضرورة القيام باحتجاجات في حال عدم تحسن الاوضاع في البلاد.
وقال الصدر ان المواطنين يمكنهم ان يعملوا ما يمليه عليه ضميرهم في حال انتهاء مهلة المئة يوم التي حددها رئيس الوزراء نوري المالكي لتقويم عمل الوزارات ولم يحدث اي تغيير في تحقيق مطالب المواطنين وخاصة توفير الخدمات الاساسية.
واشار الصدر الى ان الشعب يمكنه متى ما اراد التظاهر بالطرق السلمية موحدا وبمطالب عقلية وشرعية ومنطقية "فنحن معه لا مع عدوه". واضاف ان الستة اشهر قد حددت من اجل الاعداد والتنظيم والتربية الصحيحة "فان امكن باقل من تلك الفترة فلا مانع". واشار الصدر الى ان موعد او وعد المئة يوم الذي حدد من كبير الحكومة (المالكي) ان انتهى ولم يحدث تغيير معتد به "فافعلوا ما يمليه عليكم الضمير والصوت الوطني الشريف والكل معكم لا مع عدوكم ولا تعتدون ولا يعتدى عليكم".
واشار الى ان الاستبيان "كان لاجل جمع اعداد كبيرة مليونية ان امكن وان لا تحتسب لجهة معينة بل للشعب كافة ولتنظيم وتحرير مطالب عامة ومنطقية والقاء الحجة على الحكومة وقد تكون باقل من ستة اشهر ولانريد ان يكون التظاهر لطائفة الشيعة فقط فتقمع بغطاء اميركي كما حدث في البحرين بل نريدها عامة". وتعهد رئيس الوزراء نوري المالكي عقب تظاهرات جمعة الخامس والعشرين من الشهر الماضي بتنفيذ جميع مطالب التظاهرات وأمهل الوزارات والمجالس المحافظات مائة يوم لتحسين الخدمات.
إحتجاجات في محافظات البلاد وقطع طرق في بغداد
وتشهد بغداد ومدن عراقية اخرى اليوم الجمعة تظاهرات احتجاج تحت شعار "جمعة المساءلة" للدعوة الى حكومة كفاءات لاحكومة محاصصة وولاءات. و ناشد ناشطون عراقيون، يطلقون على انفسهم "حركة شباب نصب الحرية، وعادة ما ينظمون احتجاجات أيام الجمعة منذ الشهر الماضي وسط بغداد على صفحات التواصل الاجتماعي، العراقيين الى الخروج اليوم الجمعة بتظاهرات ستقودها معهم "نخبة عراقية خيرة وفاعلة في المجتمع الدولي" للمطالبة بحكومة كفاءات من التكنوقراط معتبرين ان هذه ستكون أولى علامات التغيير في العراق.
واضافوا "نعمل على إعلان هذه المبادرة بمواصفات شخصيات وطنية كفوءة مشهود لها بالنزاهة والخبرة، بعض هؤلاء خارج العراق ساندوا هذه الخطوة وهم يعملون معنا كفريق واحد متطوعين بجهودهم من اجل إنجاح حملة حكومة الكفاءات لا حكومة المحاصصة والولاءات. وهذه الخبرات الدولية ستعود وستعمل وتبني العراق وأهله المحرومين وفق معايير وخبرات دولية لكي تحقق بعد الانتخابات التي نطالب بإعادتها انتقالاً سلميًا للسلطة وفق تلك المعايير وتحت إشراف الأمم المتحدة".
وشددوا بالقول "نحن مستمرون لنخلع الشرعية عن الرصاص الذي قنص أرواح المحتجين البريئة وعن كل من تسبب في ضياع العراق ولن تكونوا عابرين في ذاكرة العراقيين الحقيقيين، انتم رموز التغيير الكبير الذي سيصبح عنوانًا ومثالاً يقتدي به العالم حيث أعطيتم نموذجًا افضل للشعوب ومنحتونا قوة للمضي بهذا المشروع الذي نذرنا أعمارنا يوم 25 شباط من اجله، لكي نمضي في إنجاز قائمة حكومة الكفاءات والعمل على اصلاح النظام في العملية السياسية بمشروع وطني عابر للهويات الفرعية" كما اشاروا في بيان الى العراقيين.
وتجري هذه الاحتجاجات في وقت قطعت القوات الأمنية الشوارع الفرعية القريبة من ساحة التحرير بوسط العاصمة مركز التظاهر الرئيسي. وقامت سيارات عسكرية ترافقها مفارز من القوات الأمنية بدأت بقطع هذه الشوارع.
وشهدت وبغداد وعدد من محافظات العراق منذ الخامس والعشرين من الشهر الماضي تظاهرات جابت أنحاء البلاد تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد المستشري في مفاصل الدولة نظمها شباب من طلبة الجامعات ومثقفون مستقلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت، في وقت لا تزال الدعوات تتصاعد للتظاهرات في أنحاء البلاد حتى تحقيق الخدمات بالكامل.
وفي السليمانية "جمعة الاصرار"
وفي مدينة السليمانية (330كم شمال بغداد) مقر حزب الرئيس العراقي جلال طالباني فأن احتجاجات ستخرج اليوم تحت شعار "جمعة الإصرار". وقالت المتحدثة الرسمية باسم المحتجين في ميدان السراي بمدينة السليمانية ناسك قادر في تصريح صحافي ان الاجهزة الامنية والحزبية تقف وراء أعمال العنف التي شهدتها مدينتي حلبجة والسليمانية يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين مضيفة أن اليوم "هو جمعة الاصرار على مطالبنا وستقام صلاة الجمعة داخل ميدان السراي".
وكان الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني قد حذر من انحراف خطير للتظاهرات في السليمانية عن مسارها. ودعا الحكومة الى اعطاء تعليمات لاجهزة الشرطة بمنع حرف التظاهرات عن مسارها بطريقة مدنية.
وتشهد محافظة السليمانية منذ السابع عشر من الشهر الماضي تظاهرات شارك فيها المئات من الشباب وطلبة الجامعة والمثقفين للمطالبة بإصلاحات حكومية ومحاربة الفساد والمفسدين تحولت منذ يومها الأول إلى مصادمات مع القوات الأمنية أسفرت عن وقوع أكثر من 200 شخص بين قتيل أو جريح بحسب المصادر الصحية.
وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني اكد الأحد الماضي بمناسبة عيد نوروز السعي لإجراء انتخابات مجالس المحافظات خلال الأشهر الستة المقبلة وتأسيس هيئة للنزاهة في الإقليم وكشف مصادر تمويل الأحزاب والقنوات الإعلامية ومنع علاقات الأحزاب مع أطراف خارجية والقضاء على الروتين الحكومي وإلغاء التزكية الحزبية فيما دعت حركة التغيير المعارضة الاثنين بارزاني إلى البدء بالإصلاحات بدلاً من الخطابات السياسية محذرة من أن كثرة الوعود وغياب التنفيذ قد يؤدي إلى فقدان الثقة بحكومة الإقليم.
تحذير من محاولات السفارة الايرانية حرف التظاهرات عن مسارها
وحذر "تجمع شابات وشباب العراق للتغيير" على صفحات موقعه الالكتروني مما قال انها محاولات تقوم بها السفارة الايرانية في بغداد لزج ما اسماه التجمع بالعملاء بين المتظاهرين للترويج لحكام طهران. واضاف التجمع "كشفت مصادر موثوقة في بغداد ان سفارة النظام الايراني تحاول هذه الايام الزج بمجموعات عراقية موالية لها للتواجد في تظاهرات يوم الجمعة بساحة التحرير وسط بغداد للترويج لسياسات (الملالي".
وإشار إلى "أن الهدف من وراء دفع هذه المجموعات الى ساحة التحرير هو مواجهة الخطر المتنامي ضد اركان النظام الايراني والمطالبات الشعبية باغلاق السفارة الايرانية ببغداد". واشارت الى ان "السفارة الايرانية اصابها الذعر حين ردد بعض المتظاهرين في الجمعة الماضية "ايران بره بره".
وقامت السفارة فور ذلك بدفع مجموعات تابعة لها من العملاء برفع العلم البحريني اثناء التظاهرة في ساحة التحرير الا ان المتظاهرين طردوهم فورًا من التظاهرة التي اراد النظام الايراني تحويلها عن مسارها الحقيقي".