يطوف المدن الاسبانية والأوروبية
انطلق قبل أيام قطار الشعراء في المدن الاسبانية ليطوف حول عدد من المدن الكبيرة والصغيرة والقرى للتعريف بالشعر الإسباني أولا، وشعراء من مختلف العالم ثانياً.
الفكرة انبثقت من محتوى مهرجان (الضفاف الثلاث) الإسباني في محاولة لبناء صلة ما بين مدن إسبانيا في الجزر البعيدة والمدن الداخلية، وعليه اتخذت من المدينة الداخلية (كوينكا) معقل الفن والأدب الإسباني في منتصف القرن الماضي كمحطة استقبال نهائية للشعراء القادمين من أنحاء مختلفة من إسبانيا والعالم.
يقول الشاعر الإسباني سمير دلغاو (مواليد جزر الكناري 1978)- وهو شاعر وناشط أدبي من أب لبناني وأم إسبانية- في حديث خاص لـ"الصباح"، إن القطار يدخل ضمن الحيز الأدبي وعلاقته ما بين المتنقل والمستقر في العملية الإبداعية، أي السفر والتلاقي والتواصل ما بين الشعراء والجمهور في كل بقعة يصلها.
وفي سؤالنا عن أسباب اختيار الشعر كفن أدبي دون غيره، يرى دلغاو لأن الشعر هو الجنس الأدبي الأكثر تميزاً والأكثر تنقلاً عبر الصوت والموسيقى والكلمة وارتباطها بالجمهور المستمع.
ويضيف دلغاو عن الأماكن التي سيمر بها قطار الشعراء أن الفكرة تتمركز في إسبانيا ومدنها ومن ثم التوسع فيها للوصول إلى مدن وبلدان أخرى، كما عليه الإتفاق المبدئي مع مدينة (تنريفه) الإسبانية ومدينة (باريس) الفرنسية لتكون ملتقى لرحلات القطار القادمة.
و"هذا بالطبع ما سيجعل (قطار الشعراء) ركيزة متميزة في بناء التواصل مع مدن وشعراء من بلدان مختلفة والتوسع باستطراد لضم مدن وبلدان أخرى تتقبل وتشارك بجدية في المشروع".
وعن البرنامج المحدد لهذا القطار يذكر دلغاو أن لديهم برنامجاً كاملاً لهذه السنة، وسيستقل القطار شعراء من تشيلي (شاعرة من أصول هندية المابوشو)، وشاعر إسباني معروف وشاعر من كولومبيا وشاعرة صربية. أما العام القادم فسيتوسع لينتقل شعراء إسبان إلى مدن أوربية قريبة، ومن المحتمل أن تتوسع الفكرة لتضم أكثر من 5 شعراء دفعة واحدة لممارسة الفكرة نفسها والقطار نفسه والخروج بتجمع معين واحد.
أول شاعر عراقي
قدم قطار الشعراء دعوة خاصة للشاعر عبد الهادي سعدون، المقيم في إسبانيا، ليشكل المحور الأول في قطار هذا العام، وفي حديث لصحيفتنا، يقول سعدون إن الحلقة الأولى منها ابتدأت به واستمر السفر من مدينة مدريد حتى مدينة كوينكا التي تبعد 170 كم عن العاصمة، وقد تكون في المستقبل فكرة للتوسع لمدن وجهات أخرى غير إسبانيا.
"مدينة كوينكا للذي لا يعرفها تعد معقلاً للشعر والفن التجريبي في منتصف القرن العشرين حتى اليوم وتضم (حديقة الشعراء) المعروفة وكذلك (شجرة الشعر) المغروسة في وسط المدينة، وهي التي تضم أيضاً أهم متاحف الفن المعاصر (متحف الفن التجريبي) ومتحف أنطونيو بيريث للفنون المعاصرة، إضافة لمدارس الفن التقليدي المتميزة. ويتحدث سعدون عن مشاركته في هذا القطار قائلاً إن المشاركة تنقسم إلى ثلاثة أيام، "في اليومين الأولين قراءات شعرية من كتبي الأخيرة، قراءات باللغة العربية والإسبانية وتم تحديد الملتقى في صالة (متحف العلوم والفنون)، وكذلك محاضرة عن التجربة الشعرية الخاصة وقراءة في المنجز الشعري العراقي والعربي الأخير في صالة (أكاديمية الفن والأدب) في المدينة واللقاء مع نخبة شعراء وأدباء وفناني المدينة وتبادل الأفكار والخبرات والنماذج اللأدبية المنشورة. دون أن انسى بالطبع الزيارات المتتالية للمعالم الأثرية والفنية للمدينة والتمعن بها والخروج بتصور وكتابة معينة عن الرحلة والقطار نفسه".وعن الطريقة التي تمت دعوة سعدون بها للمشاركة في قطار هذا العام، أشار إلى أن الدعوة تم توجيهها شخصياً من مسؤول (قطار الشعراء) ومن بلدية المدينة وبشخص نائبها لشؤون الثقافة، والغرض الرئيس هو الترويج للشعر والشعراء من لغات وجنسيات مختلفة واللقاء الدائم بكون الشعر أداة للتصور الإنساني،دون قيود ولا حواجز تبنى أمام انتقاله ووصوله الأكبر للجمهور في شتى المدن والمناطق الكبرى منها والصغرى.
كذلك "هي فكرة رائعة شأنها شأن كل مشاركاتي السابقة والتالية لمنح انطباع عن الحركة الأدبية والفنية بشكل عام والشعرية على وجه الخصوص في العراق.