اللسان
إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب" جملة عظيمة قالها لقمان عليه السلام لابنه وهو يعظه، ولا شك أنها وصية عظيمة جليلة لو عمل بها الناس لاستراحوا وأراحوا، ألا ترى أن اللسان على صغره عظيم الخطر، فلا ينجو من شرِّ اللسان إلا من قيده بلجام الشرع، فيكفه عن كل ما يخشى عاقبته في الدنيا والآخرة. أما من أطلق عذبة اللسان، وأهمله مرخيَ العنان، سلك به الشيطان في كل ميدان، وساقه إلى شفا جرف هارٍ، أن يضطره إلى دار البوار، ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم
عن الإمام علي بن الحسين (ع) قال:
( إنّ لسان ابن آدم يشرف على جميع جوارحه كلّ صباح، فيقول كيف أصبحتم ؟ فيقولون: بخير إن تركتنا، ويقولون الله الله فينا، ويناشدونه ويقولون: إنّما نثاب ونعاقب بك ).
عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (ع) قال:
(يا فضيل بلّغ من لقيت من موالينا السلام وقل لهم إنّي لا اُغني عنهم من الله شيئاً إلاّ بورع، فاحفظوا ألسنتكم وكفّوا أيديكم وعليكم بالصبر والصلاة إنّ الله مع الصابرين) .
وعن أبي عبد الله (ع) في رسالته إلى أصحابه قال:
(فاتّقوا الله وكفّوا ألسنتكم إلاّ من خير)
وقال الرسول الاعظم (ص): " وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ ". وقال له رجل: " ما أخوف ما يخاف علي؟ فاخذ بلسانه، وقال: هذا ". وقال (ص): " لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه