نعم هيَ هيَ !! تلك “الزُهيرات البيضاء” الموحية بالنقاء والصفاء ،والمبددة لـ”غمام الهموم” المثقِلة على نفوسنا في “لحظات أمل” ،وكأنها تنقلنا إلى عالم آخر من “الأحلام” فتبث فينا روح “بهجة وفرح” ولو لثوانٍ معدودات ،هذا “الحلم” الذي لا يلبث أن ينتهى ؛فيختفي مع الرياح وكأنه لم يكن ،يشبه “الغفوة اليسيرة” التي سرعان ما تستيقظ منها بعد استمتاعك بها للحظاتٍ قلائل ،ولكنها تخلّف وراءها شعوراً صافياً بـ”الأمل والتفاؤل” ،ولو كان الأمر بيديّ لسميتها “زُهيرات الأمل” !!
حديثنا اليوم حديث مختلفُ ،حديث عن نبتتين يثيران فينا روح (الفرح ،والجمال ،والسعادة) ،ندركهما جيداً ،ولكننا نجهل الكثير من المعلومات عنهما ؛فلطالما أثارتا الفضول في نفوسنا !!
——————–
هذه النبتة التي نسارع إلى نفخها عند عثورنا عليها ،والتي تُتخذ في الإعلانات رمزاً للجمال والسعادة !!
نظرة علمية:
هي نبتة الهندباء (Dandelion) والتي يعرف اسمها العلمي بـ(Taraxacum) ؛فهي من النباتات الزهرية من عائلة (Asteraceae) والتي تعرف باسم عائلة دوار الشمس ،وتنتشر هذه النبتة في كل دول العالم تقريباً ،ويوجد أكثر من 500 نوع منها .
قد يصل طول هذا النبات إلى 60 سم عن الأرض ،وتتراوح أوراق النبات ما بين 5-25 سم في الطول ،ويُزهر النبات أزهاراً صفراء مائلة إلى البرتقالي محمولة على ساق جوفاء تسمى (scape) ؛حيث يصل ارتفاعها من 1-10 سم ،وتُنتج هذه السيقان إذا قطِعت سائلاً لبنياً يسمى (Latex) والذي ينتج من كثير من النباتات ،ويستخدم في صناعة المطاط واللبان الطبيعي ،وتتفتح الأزهار الصفراء صباحاً وتغلق ليلاً كما هو الحال بالنسبة لنبات دوار الشمس.
تنضج هذه الأزهار الصفراء بعد ذلك إلى -تلك التي نحبها- والتي تسمى بـ(Blowball) ؛حيث إنها تتكون من بذور تحمل زهيرات صغيرة من شعيرات حريرية بيضاء ،وهذه البذور تكون قابلة للانتشار في الهواء بواسطة الرياح أو “النفخ” حتى تصل إلى وسط مناسب منبتة نبتة جديدة.
وقد استخدمت أوراق الهندباء منذ عصور ما قبل التاريخ في الطهي في أوراسيا (أوروبا وأسيا) -وخاصة- في الصين ،وكوريا ،واليونان ،وجزيرة كريت ،وقد كتب الفيلسوف (ابن سينا) فصلاً كاملاً عن الهندباء في إحدى كتبه.
وأيضاً فقد استُخدمت الأوراق في السَلطات التي كانت تقدم للنبلاء في العصر الفيكتوري (فترة حكم الملكة فيكتوريا) في بريطانيا 1837-1901 م ؛والسبب في كل هذا هو أن أوراق الهندباء تحتوي على وفرة من المعادن ،والفيتامينات وبخاصة (K,A,C) ،وكذلك تحتوي على عناصر (الكالسيوم ،والحديد ،والمنجنيز ،والبوتاسيوم).
بالإضافة إلى ما سبق ذكره فإن الهندباء قد تُستخدم جذورها الجافة في صناعة القهوة ،أو قد تستخدم بتلات أزهارها في صناعة الخمر ،كما استُخدمت هذه النبتة كعلاج عشبي في (أوروبا ،وأمريكا الشمالية ،والصين) لأمراض (الالتهابات ،والصفراء ،ومشاكل الكبد ،وإدرار البول) ،ولكن في الوقت نفسه فإنها قد تسبب حساسية في الجلد لبعض الأشخاص إذا تناولوها ،إما بسبب حبوب لقاحها أو بسبب سائلها اللبني.
المصادر:1,2,3
——————–
من منا لم برَ هذا الشيء الغريب الجميل سائحاً في جو السماء من قبل ،ومن منا لم يحاول إمساكه والسعي وراءه !!
نظرة علمية:
هذا الذي يتساءل الكثير منا عن طبيعته هو بذرة لنبات يدعى الصقلاب (Milkweed) وهو من النباتات العشبية المعمرة ،واسمه العلمي (Asclepias) ،وله أكثر من 140 نوع ،وهو من ذوات الفلقتين من عائلة الدفليات (Apocynaceae).
يفرز الصقلاب -كما هو الحال في كثير من الدفليات- سائل لبني (Latex) يحتوي على قلويات ،والعديد من المواد المعقدة الأخرى ،وكذلك مادة (Cardenolide) والتي قد تسبب السكتة القلبية ،ولذلك فقد تكون هذه المادة سامة -في بعض أنواع الصقلاب- إذا أكلت ،وقد يسبب الصقلاب حساسية بالجلد لدى الإنسان إذا تناولها ،ولذلك نرى أن مثل هذا النبات رغم انتشاره في الصحاري إلا أن الأغنام والماشية لا تتناوله على الرغم من اخضراره وكونه نباتاً مزهراً.
أزهار هذا النبات ليست مفردة ولكنها تكون في مجموعات تشبه “النوَرات” ،وهي متنوعة الألوان بين (الأخضر ،والأبيض ،والبنفسجي ،والأصفر ،والبرتقالي ،والأحمر) ،ونبات الصقلاب نبات “خنثى” أي: يحتوي على الأجهزة الذكرية والأنثوية ولذا يكون التلقيح فيه بواسطة الحشرات وبخاصة النحل.
ويحمل النبات ثماراً تختلف من نوع لآخر ؛ففي بعض الأنواع تكون الثمار لها أشواك من الخارج ،بينما بعض الأنواع –كالمنتشرة في السعودية- تكون الثمرة خضراء تشبه المانجو.
في الحقيقة هذه الثمار هي جراب تحتوي على البذور التي تضم خيوطاً حريرياً تشبه الشعر ،ولا تلبث هذه الجراب بعد نضجها إلا أن تتفتح سامحة لهذه البذور بالانتشار في الهواء.
وعلى الرغم من سُمية هذه النبتة بالنسبة للإنسان والحيوان ؛فإنها ليست كذلك بالنسبة لعدد كبير من الحشرات التي تتغذى عليها وتتخذها موطناً كـ(البق ،والمن ،والخنافس ،والجراد ،والديدان) أو كالتي تسعى وراء رحيق زهورها كـ(النحل ،والدبابير).
وخيوط بذور الصقلاب تعتبر مادة عازلة جيدة وقد استخدمت في صناعة الوسائد ،أما “السائل اللبني” فقد استخدم أثناء الحرب العالمية الثانية من قِبل أمريكا وألمانيا لصناعة المطاط ولكن لا توجد أدلة على نجاح هذا الأمر ،وعلى الرغم من احتواء النبتة على مادة سمية فإن أزهارهاً تستخدم في “الطهي” كما في الشوربات ،وكذلك تطبخ “الجراب” وتؤكل مثلما تؤكل البامية
المصدر