الليل والنهارآيتان متلازمتان لايفرقهما لاأنس ولاجان إلا إذا شاء الرحمن وهي من معجزات المهيمن المتعال سخرهما لراحة الانسان (( هوَ الذي جَعَلَ لَكُم اللَّيلَ لتسكُنُوا فيهِ ،والنَّهارَ مُبصراً )) النمل /88. الليل الساكن يعشق الفجرالمتفتح من سُدَفهِ كأبتسامة الوليد الراضي وعندما يتنفس الصبح يُدب النشاط والحيوية في الحياة والاحياء ،وبعدها يطلب النهار من الليل ليسدل خيوطه لكي يسكن ويرتاح .
الليل والنهار نعمتان أزليتان أنعم الله بهما على عباده ،وكلاهما عاشقان للشمس والارض لأنهما سبب نعمتهما . وأني هنا ليس بصدد إيهما خلق قبل الليل أم النهار ولكني سوف أمر على هذا مرور الكرام ، لأني وجدت أن العلماء تحيروا بهذا وأختلفت الاراء وسوف أقتصر على بعض الروايات : إن الآيات إدناه :

((يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا)) الاعراف /54
(( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ )) الزمر/5
((وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ )) يس /37
((لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ )) يس /40

وهذه الآيات دلالة على سبق النهار لليل ، وتعقب الليل بدليل (فإذا ) التي تستعمل للأستنتاج والاثر.
وقال الشيخ الطبرسي :في رواية عن العياشي عن الامام الرضا عليه السلام ((أن النهار خلق قبل الليل )) بقوله ((ولا الليل سابق النهار )) .
وفي الاحتجاج عن الامام الصادق (ع) قال: خلق النهار قبل الليل والشمس قبل القمروالارض قبل السماء . وفي الكافي زاد وقال: خلق النور قبل الظلمة .
وفي كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أبي عبدالله قال : خلق النهار قبل الليل والشمس والقمر والارض قبل السماء . وقال آخرون خلق النهار قبل الليل وأستدلوا أن الله تعالى كان ولاشيء معه لاليل ولانهار وأن نوره يضيء به كل شيء حتى خلق الليل ، أي نور السموات يسطع من نوره ،أكتفي بهذه المصادر حول النهار قبل الليل ،
ولكن هناك مصادر لبعض العلماء ومنهم أبن عباس واخرون يشيرون الى خلق الليل قبل النهارويستدلون بذلك بأن النهار من نور الشمس فإذا غابت الشمس جاء الليل معناه إذا لم يرد نور الشمس كان الليل ثابتاً فدل ذلك بأن الليل أولاً .وكذلك أعتماد العرب على التقويم القمري الذي يعتمد على بداية الليل ،ونهايته بنهاية النهار.وغيرهم بأستدلالات آخرى .
ولكني هنا
بصدد تقدم كلمة الليل على النهار في القرانوالتي سوف أسرد عليكم بعض الآيات منها وربما يعود السبب الى أن الارض كانت في ظلام دامس قبل أن تدور حول الشمس وتستشرق بنورها قبل الخليقة .(( وأضفت الى هذا المصدر كلمة قبل الخليقة )) هذا بأعتقادي أنا الذليل المتواضع ، لأن بعض العلماء أشاروا بأن الارض كانت جزء من الشمس ثم أنفصلت عنها وبعدها أستشرقت بنورها . ومن هذه الآيات :

(( واختلافِ اللَّيل والنهار )) البقرة/164.
(( تولُجُ الليل في النهار، وتولج النهار في الليل )) آل عمران/27.
(( وهو الذي يتوفّاكم بالليل ، ويعلم ما جرحتم بالنهارِ )) الانعام /60.
(( يُغشى اللّيلَ النهارَ، يطلبهُ حِثيثاً )) الاعراف /54.
(( أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً )) يونس /24 .
(( ومَن هو مُستخفٍ بالليل ، وساربٌ بالنهار )) الرعد /10
((وهو الذي خلق الليل والنهاروالشمسَ والقمر )) الانبياء /33
((يقلبُ اللهُ اللّيل والنّهار)) النور/44.
(( ومن رحمتهِ جعل لكم اللّيلَ والنّهارلتسكنوا فيه ،ولتبتغوا مِن فَضلِه )) القصص /73.
(( واللهُ يُقدّرُ الليلَ والنهار)) المزمل /20.
(( والليلِ إذا يَغشى * والنّهارِإذا تَجَلى )) الليل1،2
أخواني أخواتي
أي كان الليل سابق النهار أم النهارسابق الليل فإنهما آيتان من الآيات الكونية الباهرة أحدهما عاشق للآخر وهما دلالة على عظمة وحكمة الخالق الجبار وخصوصية العلاقة الحميمة بين الآيتان المتلازمتان التي خلقهما الله لراحة الانسان يجعلنا نتوقف ونتفكرعلى عظمة صنع الخالق ورأفته ورحمته على عباده .
منقول