السلطات السعودية تستقبل عيد الفطر بقطع رأس سجين عراقي بالسيف



المثنى/ الملف نيوز: يواجه المواطن العراقي من اهالي محافظة المثنى كاظم طعمة شهيب العبساوي المسجون لدى السلطات السعودية عقوبة الاعدام بقطع الرأس خلال عيد الفطر، فيما طالب ذويه الحكومة المركزية بإنقاذ ابنهم الذي مضى على سجنه نحو 19 عاما بتهمة "باطلة".




وقال المتحدث باسم السجناء في السجون السعودية عباس شناوة لوكالة "الملف نيوز"، إن "السجين كاظم طعيم العبساوي قد ابلغ أهله عن طريق الهاتف النقال بأن حكم الإعدام بقطع الرأس سينفذ به خلال عيد الفطر بعد ان أبلغته السلطات السعودية بذلك".




وأضاف شناوة أن "كاظم كان قد فر من بطش النظام السابق هو وشقيقه الذي يبلغ من العمر 11 عاما الى المملكة العربية السعودية ليمارسوا مهنة الرعي عند احد السعوديين وسكن معه"، مشيرا إلى أن "أحد الأشخاص من المثنى سكن مع كاظم وعند ذهابه الى الرعي قام هذا الشخص بقتل الرجل السعودي ما أدى الى اتهام كاظم بقتل صاحب الدار وحكم عليه بالإعدام".




وتابع شناوة انه "بعد أن فر كاظم الى العراق وبقي فيه ستة اشهر تم القاء القبض على أخيه وجعله رهينة لحين تسليم كاظم نفسه"، مشيرا إلى أن "السلطات السعودية قامت بمنح أقرباء كاظم مبلغ قدره 300000 ريال من اجل تسليمه".




واكد شناوة أن "تم فعلا تسليم كاظم اثناء عمله في البادية في العام 1994، بعد إرسال طائرة لجلبه ومن ثم سجنه".




من جانبهم يؤكد ذوي كاظم الذين يسكنون قرية سوير ال عبس، أن "السلطات السعودية لم تستطع اثبات التهمة على القاتل الاصلي فجعلت من كاظم الضحية"، مبينين أن "القاتل انتحل شخصية كاظم ونفذه جريمته".




وقال احد افراد عائلة كاظم لوكالة "الملف نيوز"، "اننا لم نستطع الاتصال بكاظم الا في عام 1997 حيث كانت تصلنا رسالة كل اربعة اشهر"، مشيرا إلى أن "كاظم سيواجه عقوبة الاعدام بقطع الرأس بالسيف خلال عيد الفطر".

وطالبت عائلة كاظم الحكومة المركزية بـ"التدخل لانقاذ ابنهم"، واصفين عقوبة قطع الرأس بـ"الارهاب المتجدد".




يشار إلى أن القاتل الاصلي وهو راعي غنم ايضا مختل عقلياً وموجود في العراق ومتهم بقتل اثنين من اقربه لكن حتى الان لم يثتب ذلك.




وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد اصدر عفواً عن 17 معتقلاً سعودياً في السجون العراقية، ‏والعفو عما تبقى من مدد محكومياتهم.




وطالب أهالي المعتقلين في محافظة المثنى، في (3 تموز2013)، الحكومة المركزية بالعمل على انقاذ أبنائهم وذويهم المعتقلين في السجون السعودية وفي حين اشتكى أحد المعتقلين هناك من "سوء المعاملة" التي يلقاها وأقرانه، وتعرضهم لقطع "الرؤوس"، أبدى مسؤول ونائب استعدادهم التدخل لإيصال صوت الأهالي إلى بغداد والمطالبة بتطبيق مبادئ حقوق الإنسان عليهم.




يذكر أن عدد المعتقلين السعوديين في السجون العراقية يبلغ نحو 90 شخصاً، بينما يصل عدد المسجونين العراقيين في السجون السعودية إلى أكثر من 200 شخص، وقد وقعت الدولتان العام 2012 المنصرم بالأحرف الأولى على اتفاقية لتبادل المسجونين، غير أنها لم تفعل، حتى تم التوقيع عليها أمس الاول.




وكانت مصادر مقربة من وزارة الداخلية السعودية كشفت، في (10 حزيران2013)، أن "وفدا أمنيا سعوديا كبير سيزور العراق" قبل شهر رمضان بهدف "إنهاء ملف المعتقلين السعوديين"، وأكدت "وجود مؤشرات كبيرة" لحسم هذا الملف، لافتة إلى وجود "قنوات اتصال مفتوحة وزيارات متبادلة" بين المسؤولين في البلدين على أعلى المستويات.




وتشير تقارير صحفية إلى أن هناك أكثر من 400 معتقل من دول عربية مختلفة في السجون العراقية، وتشير بعض الأرقام التي تنشرها تقارير مختلفة إلى أن عدد السجناء العرب في العراق بلغ 462 سجيناً وبينهم 65 مصرياً و 100 سوري و90 سعودياً و12 تونسياً و15 جزائرياً و23 ليبياً و22 أردنياً و19 سودانياً و24 يمنياً و40 فلسطينياً و13 مغربياً ولبناني واحد ، وتقول أن اغلبهم لم توجه لهم اتهامات رسمية ، فيما نفذت السلطات العراقية حكم الإعدام في حق بعضهم بتهمة الإرهاب.




وتوقفت العلاقات العراقية السعودية قرابة الـ 20 عاما في أعقاب الغزو العراقي للكويت عام 1990، ولم تعد الى طبيعتها حتى بعد سقوط النظام السابق، اذ استمر "البرود" بالسيطرة على المشهد بين البلدين، فيما أثيرت أحيانا موجات من الاتهامات للسعودية بالتدخل في الشؤون العراقية والسماح للمجاميع المسلحة بالدخول الى العراق، بينما كان ملف المعتقلين من البلدين في سجون احدهما الاخر سببا اضافيا للتوتر.

ومع ان السعودية مثلت في قمة بغداد بدرجة منخفضة "سفير" إلا أن العراق عد عدم مقاطعتها للقمة التي استضافها تحسنا في العلاقات، خاصة وان السعودية لم تفتتح حتى الان سفارتها في البلاد وتكتفي بتعيين سفير غير مقيم، فيما شهدت الآونة الأخيرة ما يبدو سعيا الى التقارب بين البلدين، بعد تصريح العراق بوجود لقاءات "إيجابية" بين ممثلين عن البلدين على هامش قمة المؤتمر الإسلامي الأخيرة في القاهرة.