السفارة الامريكية في العراق

الامن البرلمانية:واشنطن لديها معلومات خطيرة عن الوضع الامني في العراق ولهذا اغلقت سفارتها
المدى برس/ بغداد
عزت لجنة الامن والدفاع النيابية، اليوم السبت، أسباب غلق السفارة الأمريكية في العراق إلى امتلاكها معلومات خطيرة عن الأوضاع الامنية المتردية التي بدأت تتجه خارج حدود البلاد الاقليمية، فيما اكدت أن التدهور الامني في العراق و تواجد الفصائل المسلحة والمظاهرات وغيرها هي من مسؤولية الولايات المتحدة الامريكية.
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، حامد المطلك في حديث إلى (المدى برس)، إن "تخوف الولايات المتحدة الأن من خلال غلق سفارتها في العراق جاء نتيجة تهورها وعدم احترامها لكرامة وإرادة الشعوب وغزوها للعراق دون مبرر".
وأضاف المطلك أن "تصرفات الحكومة الامريكية غير المسؤولة، هو ما آل بها إلى هذا الحال"، متابعا "عندما تلجئ السفارة الامريكية لغلق سفارتها التي لم تغلقها منذ 11 عاما بالتأكيد لديها معلومات خطيرة بعد الأوضاع المتردية والمتفاقمة التي بدت تتجه إلى خارج الحدود في بلدان إقليمية أخرى".
واوضح المطلك أن "العراق اليوم، في حالة طوارئ فالتظاهرات في ساحة التحرير والعسكرة والفصائل المسلحة الموجودة والخلافات والتدخلات الخارجية تتجه بنا ربما الى ما هو اخطر مما هو عليه الان"، مشيرا إلى ان "ما يحدث الأن من تدهور أمني في العراق والمنطقة ليس بعيد عن الارادة الامريكية وهو من مسؤوليتها".
وتابع المطلك أن "الحقيقة هي اننا في صراع بين الارهاب والظلاميين وبين الشعوب الخيرة، وأمريكا تغذي هنا وتحرك وهناك ولم تكن مواقف حكوماتها المتعاقبة تتسم بالإنسانية والاخلاقية مع هذه الشعوب".
وكانت السفارة الامريكية في بغداد، أعلنت امس الجمعة الـ2من آب2013، "إغلاق ابوابها يوم الاحد المقبل كخطوة احترازية لأغراض الأمن والسلامة"، ودعت المواطنين الأميركيين الذين "يحتاجون إلى مساعدة الى الاتصال بالسفارة"، فيما رجحت أن يكون هناك "ايام اغلاق اضافية اعتمادا على تحليلها للموقف".
وتشهد العاصمة بغداد اجراءات أمنية غير مسبوقة حيث تنفذ القوات الامنية عمليات دهم وتفتيش بالمناطق المزدحمة في بغداد على خلفية ورود معلومات تفيد بوجود سيارات مفخخة ينوي المسلحين تفجيرها في تلك المناطق.
وكانت الامم المتحدة في العراق كشفت امس الخميس، أن 1057 عراقيا قتل واصيب 2326 اخرون خلال اعمال الارهاب والعنف في شهر تموز، مشيرة الى إن عدد القتلى من المدنيين بلغ 928 وجرح 2109، فيما قتل 129 عنصرا امنيا وجرح اكثر من 217 اخرين.
وكان مصدر في وزارة الداخلية أفاد في،(الـ21 من تموز 2013)، بأن عدة قذائف هاون سقطت على سجن أبو غريب غربي بغداد، (مساء ذلك اليوم)، أعقبها اندلاع اشتباكات بين قوة خاصة جاءت للسجن بعد سقوط القذائف ومسلحين هاجموها أثناء اقترابها من مبنى السجن، كما سقط عدد من قذائف الهاون قرب سجن التاجي (الحوت) أعقبها انفجار عدة عبوات ناسفة على الطريق المؤدي إلى السجن"، مبينا أن "مسلحين مجهولين هاجموا بعد ذلك عناصر حماية السجن مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
وكانت القائمة العراقية اتهمت يوم الأربعاء، رئيس الوزراء نوري المالكي بـ"الفشل" في ادارة الملف الامني، وفيما اكدت ان الاجهزة الامنية مخترقة من قبل "الإرهاب والميليشيات"، بعد ان تحولت الى "سيف مسلط على رقاب العراقيين"، أشارت إلى أن قضائي التاجي وابو غريب تعرضتا الى عقاب جماعي بعد عملية هروب السجناء.
وكان مصدر أمني مطلع كشف، الاثنين الماضي، (الـ22 من تموز 2013)، أن عدد النزلاء الهاربين من سجن أبو غريب عقب الهجوم عليه بلغ أكثر من 600 هارب، وتوقع المصدر ارتفاع الهجمات المسلحة خلال المدة المقبلة لأن الهاربين "من اخطر الإرهابيين"، لفت إلى أن عددا كبير من الضحايا سقطوا من الجانبين.
وكانت وزارة العدل أعلنت، يوم الاثنين أيضاً، أن حصيلة ضحايا الهجمات على سجني التاجي وأبو غريب، بلغت 68 قتيلا وجريحا، ولفتت إلى أن نحو تسعة انتحارين وثلاثة سيارات مفخخة استخدمت في الهجمات على السجنين فضلا عن تعرضهما إلى قصف بأكثر من 100 قذيفة هاون، مشيرة إلى تشكيل لجان تحقيقه بالهجمات وإجراء إحصاء للتأكد من عدم هروب السجناء.
يذكر أن معدلات العنف في بغداد شهدت منذ، مطلع شباط 2013، تصاعدا مطردا، إذ ذكرت بعثة الأمم المتحدة في العراق، في الأول من حزيران 2013، أن شهر أيار الماضي، كان الأكثر دموية بعد مقتل وإصابة 3442 عراقيا بعمليات عنف في مناطق متفرقة من البلاد، وأكدت أنها "حزينة جدا" لهذا العدد الكبير، فيما دعت القادة السياسيين العراقيين إلى "التصرف" بشكل عاجل لـ"إيقاف نزيف الدم الذي لا يطاق، في حين شهدت بغداد، في 24 حزيران 2013، مقتل وإصابة 188 شخصا بسلسلة تفجيرات ضربت مناطق متفرقة من العاصمة.