طهران, (ا ف ب) - يتسلم الرئيس الايراني الجديد المعتدل حسن روحاني مهامه الرسمية بعد ظهر السبت في مراسم يحضرها المرشد الاعلى اية الله علي خامنئي، غداة تصريحات اثارت جدلا حول اسرائيل العدو اللدود لايران.

وتبدأ المراسم الرسمية في الساعة 17,00 (12,30 ت غ) في مقر المرشد الاعلى بحضور كبار مسؤولي البلاد، حيث سيتولى روحاني رسميا رئاسة البلاد.
وسيصبح روحاني (64 عاما) الرئيس السابع للجمهورية الاسلامية.
انتخب روحاني في 14 حزيران/يونيو في الدورة الاولى من الانتخابات باصوات 51% من الناخبين، رئيسا للبلاد خلفا لمحمود احمدي نجاد الذي شهدت السنوات الثماني من ولايته توترا متكررا مع الغرب ولا سيما بخصوص الملف النووي الايراني المثير للجدل.
ودعا الرئيس الجديد الى "تفاهم بناء مع العالم" وخصوصا لحل هذه المسألة والتوصل الى رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية الغربية القاسية المفروضة على اقتصاد البلاد.
وقد تراجعت عائدات النفط باكثر من النصف، من اكثر من مئة مليار دولار الى اقل من خمسين مليارا بين 2011 و2012 بسبب العقوبات. وادى ذلك الى تراجع قيمة العملة الايرانية وتضخم تجاوز الاربعين بالمئة.
وبعد ايام على انتخاب روحاني وعد الرئيس الجديد بمزيد من "الشفافية" في البرنامج النووي لاثبات طبيعته السلمية، رافضا تعليق تخصيب اليورانيوم.
وتتهم الدول الغربية واسرائيل طهران بالسعي الى صنع سلاح نووي تحت غطاء برنامجها المدني، الامر الذي تنفيه الجمهورية الاسلامية تكرارا.
وكان روحاني نائبا لرئيس مجلس الشورى وكبير المفاوضين للملف النووي الايراني بين 2003 و2005 الفترة التي وافقت فيها طهران على تعليق تخصيب اليورانيوم وتطبيق البروتوكول الاضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي، في قرار اكسبه احترام الغرب.
وروحاني قريب من الرئيس الاسبق المعتدل اكبر هاشمي رفسنجاني الذي دعا مثل خلفه الاصلاحي محمد خاتمي الى التصويت له.
وسيقدم روحاني بسرعة حكومة تضم خصوصا تكنوقراطا يتمتعون بالخبرة.
وكان عهد احمدي نجاد اتسم بالخطب النارية للرئيس الايراني ضد اسرائيل نثيرا ردود فعل حادة من الاسرة الدولية. وقد شكك خصوصا في حقيقة محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية واكد ان اسرائيل ستزول عن الخارطة.
وفي يوم القدس اثارت تصريحات ادلى بها روحاني حول اسرائيل الجمعة ردا مباشرا من الدولة العبرية. فقد قال "في منطقتنا، نشأ جرح منذ سنوات في جسم العالم الاسلامي تحت ظل احتلال ارض فلسطين المقدسة وقدسنا الغالي".
وكانت وسائل اعلام محلية نقلت عن روحاني قوله ان اسرائيل "جرح في جسم العالم الاسلامي (...) يجب ازالته". لكن التلفزيون بث بعد ذلك مشاهد لروحاني وهو يدلي بتصريحه بينت انه لم يقل ذلك.
وتعقيبا على ذلك قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان هذه التصريحات "تكشف الوجه الحقيقي" لروحاني و"ستخرج قسما من العالم من الوهم الذي غرق فيه منذ انتخابه في ايران".
وقال ان "الرئيس تغير في ايران لكن هدف النظام في صنع السلاح النووي من اجل تهديد اسرائيل والشرق الاوسط والسلام والامن في العالم اجمع لم يتغير. ينبغي عدم السماح لدولة تهدد اسرائيل بامتلاك سلاح دمار شامل".
وبعد المراسم في مقر خامنئي، سيؤدي روحاني القسم غدا الاحد امام مجلس الشورى في مراسم دعت ايران اليها للمرة الاولى قادة اجانب.
وسيحضر حوالى عشرة من رؤساء دول المنطقة المراسم وخافيير سولانا وزير الخارجية الاوروبي السابق الذي قاد المفاوضات النووية مع ايران باسم القوى الكبرى