ذات فجر إستيقظتُ مرعوباً من النوم مرير الريق حزينا ً غاضباً لا أعرفُ سبباً لتحولات نفسي وجسمي ...رششت وجهي بماء وإرتديتُ بعض ملابسي و يممتُ وجهي صوباً بلا وعي تام ٍ وسرتُ هائما ًحتى وصلت أكمة على شاطئ بحر فجلست لاريح قدميَ وظهري من تعب الطريق، وإذا بصوتٍ أعجمي أجش عدائي محشم يصيح ويعيد : تبت يد العرب ...تبت يد العرب...تبت...
إقتربتُ من صاحب الصوت خائفا غاضبا مستفسرا سبب الدعوة لهلاك العربِ...ترى من يكون صاحب هذا الصوت..من يكون هذا الذي يكن كل هذا العداء للعرب؟!وما هي الجريرة الكبيرة اللامغتفرة التي ارتكبها العرب بحقه فإستوجبوا الثبور؟!
إقتربتُ من المنادي بتب العربِ وألقيتُ التحية بلسانه الذي كنت اجيده بحكم المجاورة والمعايشة، لكنه خزرني ولم يرد التحية وسكت هنيهة ليسم مني ما اقولُ؟ مكثتُ منتظرا رده ولما يأستُ، عجبت مِن بشري بخل برد تحية! فبلعتُ ريقي وسئلته مُكرهاً : لماذا تدعو بالويل للعرب؟ لماذا تكرهُ العربَ؟
ضحكَ مني ضحكة جافة وشرع بالجواب على سؤالي : لأن العربَ باتوا قاب قوسين او أقرب من هلاكهم فأقولُ الصدق َ لك في سبب دعوة الهلاكِ لهم جميعاً من البحر الى المحيط...
تبت يد العربِ لان العرب ورثوا أعظم الحضاراتِ على وجه الارض، حضارات من مثل حضارة المصريين وحضارة السومريين و العيلاميين والآشوريين والكلدانيين والبابليين وحضارة الاغريق وسبأ وحضارة الاسلام بلغتها التي يستعملونها في يومنا الحالي...
وتبت يد العربِ لأن العرب أتوا بأعظم دين ٍ كسّد اديان الامم الاخرى وأبعد الناس منها، اديان من مثل الصابئة والزرادشتية والمزدكية والمسيحية واليهودية والبوذية...فهذا الدين جفف اديانا ً وأضعف الاخرى وهو دينٌ نابع من قلب الصحراء العربية و ثقافتها ولغتها و من تراث سائر الشعوب العربية التي تتمسك بهِ وتهتدي بهديه...
وتبت يد العربِ لأن العرب فتحوا بلاد العجم منذ قرون وأزالوا سلطانهم وأنهكوا اديانهم وثقافاتهم ولغاتهم...وحتى اليوم جاثمة ثقافتهم على صدور غيرهم وباقية لغتهم ودينهم على حساب غيرهم من العجم...
وتبت يد العربِ لأن العرب اليوم هم من أكبر الامم ، جميعهم يتكلمون اللغة العربية وفيهم غيرة ونخوة على بعضهم البعض، فترى المغربي يتزوج من العراقية والمصري يؤاخي التونسي والسعودي يهاتف السوري والاهوازي يزور اللبناني ... فاذا تـُركوا لحالهم فسرعان ما يصبحوا شعبا واحدا او عائلة واحدة وفي هذا خطر عظيم علينا...
وتبت يد العرب لأن العرب متمددين فوق اوسع رقعة على وجه الارض فيها الانهار والبحار والسهول والصحارى والجبال والتاريخ والحضارات والثقافات...وفي ارضهم الثروات الهائلة التي نحتاجها ويحتاجها كل العالم .فلماذا لا نطمع في مناجمهم وآبار بترولهم وغازهم ومياههم و و...
وتبت يد العربِ لأن العرب عاطفيون نستطيع أن نفرقهم بسهولة فنضرب دولة بدولة وطائفة بطائفة وقبيلة بقبيلة...ونشعل النيران فيهم دون خسائر تـُذكر وإنما حفنة أكاذيب ودولارات فتجعلهم يبادون على أيدي أنفسهم...فلماذا لا نقضي عليهم ونمسحهم مسحاً تاماً ...
سكتَ المنادي بهلاكنا وأنا فاغر الفاه حيرة من شدة البغضاء والضغينة من جانب ومن جانب آخر مندهش من سذاجة العرب وطيبتهم تجاه من هو على وشك ازالتهم من على المعمورة بشكل نهائي ٍ...فياحسرتا على عرب غافلين من سقوطهم مقتربين...واحسرتا على قومي...واحـــ...
للکاتب اخی و صدیقی الأستاذ علی عبد الحسین