للکاتب الأهوازی...علی عبدالحسین الحزباوی2013
الخير والشر
الخير إرادة مشوبة بالشر. فلا خير خالص من دون شر ،والعكس صادق. إمتزجا الخير والشر امتزاج الماء باللبن. ولقد جريا من مصدر واحد وينتهيان في مصدر واحد ايضا.
بناءا على هذا أني لا أطمئن لخير مهما كان. ولا أخاف من شر مهما صار. وأكاد اجزم ان لا قداسة مطلقة لخيرما ولا تدنيس مطلق لشرما.
فيا أبناء امي حواء؛ لا تغتروا بخير طمعاً بالسعادة ، لأن السعادة ظل الشقاء البارد ولا تجزعوا من شر لأنه وليد الخير، المشاغب ليس الا.
فلا تزكوا انفسكم قائلين بأنكم أخيار لا وربكم الذي تعبودون أن الشر وافعاله جارية في نفوسكم جريان الهواء وإنتم في صراع مرير مع أنفاسكم غير أنكم مهزومون شئتم أم أبيتم. فلا تلصقوا مسميات الشرور على جباه اخوتكم لان الخير امٌ حنونٌ تحتضن الشر اينما حل.
وتعلموا الإنصاف والتعايش بين خير وشر متصارعان على سوح انفسكم ولا غلبة لواحد على آخر إلا في نهايات الحياة.
فتعلموا أن تعطوا كل حي حقه في الحياة. والشر كائن حي بإمتياز يطالبكم لا بل يحاربكم فيهزمكم شر هزم حتى ينتزع منكم حقاً في الحياة. فقبل المحاربة والهزيمة على يده ، قولوا له : خـُذ حقك الذي أعطاك إياه من خلقك.
إحترموا مَن الله احترمه وفسح له جانبا من الحياة...وتفكروا أن من يحترموه الله هو حريٌ باحترامكم له. فإنصفوا بينه وبين الخير لان طبيعة الحياة على أرضكم هذه تستوجب المعايشة بينهما لانهما تؤمان متلاصقان من بدء الى ختم.
ولا تعتقد ان تقديسكم الزائد للخير يُضيف السعادة لكم لا بل الاعتدال في كيل الخير والشر هو الطريق الانجع. ولا يفوتنا ان نذكر ان اكثر مسمياتكم للخير والشر هي في غير محلها. وكثيرا ما سميتم الخير شرا والشر خيرا...