من أين أبدأ الحكاية و الحكاية طويلة تستلهم عناوينها من فصول القهر و الغياب ...
من أين أبدأ لأروي التفاصيل كل التفاصيل من أين أبدأ و الصمت عنوان الحكاية .
الآن أدركت أنها بدأت بلحظة صمت و ستنتهي بلحظة صمت أكبر .
حروفها تحتضر و رائحة الموت تفوح منها الوقت يمر ببطىء ....
و لا شيء سوى الصمت الموجع .
فقط أدركت الأن أن روح الحكاية صعدت للسماء و أن أضلعها باتت باردة يسكنها الوجع
أتدرون ما هو الوجع و كيف يكون ؟؟
أنه وجع الوطن الوطن الجريح الذي تكسرت أجنحته فبات لا يقوى على الطيران
فسقط على أرض الضجيج
هناط فوق هضابه حزنت كل الأشجار حينما سكنتها الغربان و استباحت أعشاشها
و طارت عصافيرها بعد أن كانت تغرد بأمن و آمان
وطن إمتلأت أرضه بالقبور كم هو موجع أن يموت فيه كل هؤلاء بحسرتهم و بعدهم عنه .
كم هو موجع أن نزرع الورود المعجونة بالدمع على قبور من أحبوه و اغتسلوابترابه .
كم هو موجع أن يدفن القمح في سهوله ...و أن يختبىء البنفسج تحت أشلاء الأمهات و الأطفال .
و كم هو موجع و مؤلم أن يغادر بعضهم بذاكرة امتلأت بحكايا تخضبت بحناء الدم !
كل فرد منهم بات جزءا من ذاكرة تحمل الكثير من أعباء الحباة و قوارع الزمن و غصة في الحلق دائمة
يحملون بين أضلعهم قلوب تئن الوجع و تبكي الأرق يعتصرها الهم حد الموت البطىء
يزفرون باقات الشوق في أرض الغربة و الصمت
هي ذي الحكاية
و أوجع ما فيها ذاكرة وطن تئن الوجع بصمت مبحوح
تتزاحم على بلاطها حكايا الحي و زهر الليمون واللوز و غصن مكسور
و نيل مبتور و فرات مكلوم و شام بكت عيون ياسمينه و قلوب شردها القهر
حكاية أوطان تشابهت خيوط نسيجها و أن اختلفت البداية و النهاية لكل حكاية
خيوط الألم و الوجع ... القهر الغياب و الصمت الموجع نسجتها
فأمسينا كما أصبحنا شعوبا نرتدي ثوب أحلامنا الهزيلة