عبور الزهرة في الماضي والمستقبل
عبور الزهرة عادة يكون مزدوجاً (عبوران يفصل بينهما 8 سنوات يحدثان كل 121.5 سنة). لكن عبوراً فردياً حدث عام 1153 وسيحدث عبور آخر مشابه عامل 3089، ذلك أن العبور الآخر المفترض أن يحدث قبل 8 سنوات سيمر قرب الأرض ولن يتمكن من رسم ظله عليها. في المقابل فإن عبور 2854 لن يتم رصده إلى في مكان ضيق من جنوب الكرة ال...أرضية.
الأهمية العملية للعبور:
تطبيقاً لفكرة فذة اقترحها الفلكي الشهير هالي مطلع القرن الثامن عشر، تمكن العلماء آنذاك من حساب بعد الشمس عن الأرض وتقوم الفكرة على مايلي:
يتم إرسال مجموعتي رصد (أو أكثر) إلى قطبي الكرة الأرضية لمراقبة ظاهرة العبور وقياس مجموعة من الزوايا والأبعاد (زاوية العبور، نقطة الدخول ونقطة الخروج، زاوية ميل نقطة مستوي العبور عن محور الأرض)، ثم يتم جمع المعلومات الناتجة عن أعمال الرصد التي تقوم بها المجموعتان وتستخدم لحساب بعد الشمس عن الأرض ومن ثم قطر الشمس، وكذلك حجمها . العبور القادم للزهرة سيكون يوم 6 / يونيو 2012.
حالياً لم يعد رصد العبور مهماً من ناحية حساب بعد الشمس، فتلك الحسابات باتت تعتمد على الرادار، لكن الفوائد العلمية من الرصد الآن تهتم بنسبة انخفاض شدة الشمس الناجمة عن عبور الزهرة، لمقارنتها في عمليات رصد النجوم البعيدة. فإذا ما حدث تغير في شدة سطوع نجم بعيد يمكن أن يكون ذلك نتيجة لعبور أحد الكواكب التي تدور حوله، ومن ثم يمكن استنتاج حجم الكوكب وبعده عن ذلك النجم حسب التغير الذي لاحظ في شدة سطوع النجم. فحتى الآن كانت طرق رصد كواكب تدور حول نجوم بعيدة تعتمد على ظاهرة اهتزاز النجوم الناتجة عن شدة الجذب التي تسببها كواكبها، لكن تلك الاهتزازات لا يمكن أن تكشف عن وجود كواكب بحجم الأرض، بل تحتاج إلى كوكب كبير من حجم المشتري، ليسبب الأثر الاهتزازي الكافي للرصد. لذلك فإن طريقة احتساب الفروق في شدة السطوع ستكون أكثر فعالية وأدق لكنها بالطبع تشترط حدوث عبور الكوكب بين النجم المرصود والأرضمشاهدة المزيد