العالم بالاستشهاد
كيف يمكننا أن نجمع بين الأحاديث الشريفة المرتبطة باسم الأئمة -عليهم السلام- أو الموارد الأخرى وبين عصمتهم عليهم السلام؟..
ويبدو حسب الظاهر أن هذه الأمور لا يوجد أي تناف بينها، لماذا؟.. لأن علم الأئمة -عليهم السلام- أمر مسلم به، ولكن من جملة معلوماتهم أنهم يرحلون من هذه الدار الدنيا كما يرحل منها باقي الناس. وكل شخص مقدر له يوم أو ليلة معينة يرحل فيها من هذا الدنيا. والإمام أو النبي يعلم زمن رحلته من هذه الدنيا، ويعلم سبب ذلك أيضاً، وهذا العلم أيضاً مستمر إلى حين رحلتهم.
ويقول البعض: كيف يمكنه شرب السم وهو يعلم أنه سم، في حين قال تعالى: ﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾، وهل يمكننا القول بأن الإرشاد بحكم العقل؟.. وكيف يقتل الإنسان نفسه بنفسه، ويلقي نفسه في التهلكة؟!..
وجواب هذا الإشكال هو: أن المعصوم كما يعلم ساعة وفاته وسبب وفاته، فهو أيضاً يعلم عن طريق الغيب الخاص به، أنه يجب أن لا يرتب أي أثر إزاء العلم بالغيب، ويجب أن يتعامل كأحد من الناس وكأنه لا يعلم وقت وفاته وسبب وفاته.. ولهذا عند تناول الإمام موسى بن جعفر -عليه السلام- الرطب المسموم، قال: (حسبي)!..
العارف الشيخ بهجت قدس