وطن و حبيبة
من الجهة الشرقية بدأنا برحلتنا الودية الترفيهية. عبرنا عدة أحياء ؛الخروسي و آخر اُسفالت و مشعلي...حتى وجدنا مكاناً مناسباً للعبِ والمرحِ على ساحل كارون.
كان الفصلُ خريفاً. وكانتْ رفيقتي عربية سمراء. ترتدي ثياباً بيضاء ناصعة اللونِ. ترجلت من السيارة، وماستْ بخفةٍ نحو المياه. هبتْ الريحُ. تمازجا الريحُ مع السمراء. كان الزمانُ عصراً اهوازياً مشمساً. تلامعتْ الثياب البيضاءُ اِثرَ اَشعة الشمس، وذابتْ سُمرة الحلوة مع حرارة الجو.
كانتْ روحها ظامئة لكارون. فقفزتْ في المياه القريبة، وركضتُ خلفها. مرة واحدة وقفتْ، واَدارتْ وجهها نحوي، غمستْ يديها في المياه، ملأتهما ماءاً ورمتني...وفعلتُ نفسَ الشئ. واستدمنا دقائقَ لكي نتذوق طعم الماء و رائحته ونضحك..
خرجتْ ذات الطول الرهيف الميَّال من المياه، وصارت تكتبُ شيئاً على الرمالِ بخطٍ كبيرٍ..اصابعها الصغار كانت تـُصعِّب الكتابة، فتعود مرات لكي تكبِّر و تعرِّض الخطَ..ومرة واحدة صاحتْ: آخ...آخ.. جُرحَ اِصبعي. لقد كانتْ زجاجة مكسورة ومدفونة في الرمال..
واستمرتْ تكتبُ و دمُها ينزفُ...فتمازج دمُها الطاهرُ النقيُ مع رمال كارون..وبعد دقائق رفعتْ رأسها وقالتْ: اِقرءْ، فكانت قد كتبت عنواناً كبيراً؛ الاهـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــواز...
ع ع الأهواز2013