صِرَاعٌ مَعْ اللَّيْل
وَ لَيْلٌ كَمَوْجِ البَحْرِ يَقْضُمُ سَاحِلِيوَ يَغْرِزُ أَنْيَابَــاً لَــهُ بِرِئــَآتِي
وَ يُبْحِرُ مِثْلَ المَوْتِ وَسَطَ دَفَاتِرِي
فَيُلْهِمُ أَشْيَائِي وَ يَمْسَحُ ذَاتِي
وَيَشِيعُ أَلْوَانَ التَّوَجُعِ فِي دَمِي
لِيَطْوِي شِرَاعَ الصَّمْتِ فِي خُلْوَاتِي
فَيَزْجُرَنِي ظُلْمَاُ لِطُولِ تَوُجَّعِي
وَ يَنْقِرُ مِثْلَ الطَّيْرِ مِنْ حَدَقَاتِي
فَيَنْبُُذُنِي صَمْتِي وَ تَعْلُو صَرَخَتِي
مَنْ يَسْمَعُ الصَّرْخَاتِ فِي صَرْخَاتِي
قَرَأَتُ عَلَى نَفْسِي تِلَاوَةَ مَيْتٍ
وَ حَفَرْتُ فِي عَيْنِي قُبًورَ حَيَاتِي
وَ كَفَّنْتُ أَوْرَاقِي بِشَوْقٍ هَاجَنِي
وَ رِحْتُ أُوَارِيِ فِي الثَّرَى كَلِمَاتِي
لَكِنَّنِي فِي لَحْظَةِ الدَّفْنِ هَاجَنِي
حَنِينُ بُكَاءٍ فَإِلْتَوَتْ صَفَنَاتِي
لِيَسِيلُ مِنِّي الدَّمْعُ نَهْرَاً سَاقِيَاً
لِمَا دَفَنْتَ تَحْتََ الثَرَى نَزَوَاتِي
فَأَيْنَعَتْ وَ اخْضُوضِرَتْ وَ تَسَلًّقَتْ
لِتُثَمِرَ مِنْ بَعْدِ المَمَــــاتِ بآتِي
فَقَسَاوَةُ الأَيَّامِ تُزْهِرُ دَائِمَاً
شَوْكَاً يُدِيمُ القَّهْرَ فِي فَلْوَاتِي
سَأَكْتُبُ عَنْ لَيْلِي وَ طُولِ مُكُوثِه
وَ َأُرَدِّدِ لَحْنَ الشَّوْقِ فِي زَفْرَاتِي
وَ أَرْسِمُ أَجْمَلَ مَا يُقَالُ بِحُبُكِ
أَلْوَانُ طَيْفٍ فِي سَمَاءِ حَيَاتِي