صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14
الموضوع:

استفسار من اهل اللغة حول ((وليس الذكر كالانثى))

الزوار من محركات البحث: 4387 المشاهدات : 10964 الردود: 13
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    رياح شتوية و ازهار
    تاريخ التسجيل: November-2010
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 5,891 المواضيع: 346
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 4117
    مزاجي: مسرورة جدا ومتفائلة ^_^
    المهنة: ^_^
    آخر نشاط: 19/May/2015

    استفسار من اهل اللغة حول ((وليس الذكر كالانثى))

    السلام عليكم


    دائما نسمع ((وليس الذكر كالانثى)) (سورة ال عمران\اية 36) والناس ترددها كأن الذكر افضل من الانثى هكذا يفهمون الاية


    لكن قبل ايام رايت معلومة على الفيس بوك هذا مضونها
    هل تعلم؛
    “ أن الأنثى مفضلة على الذكر في الآية المباركة.. وليس الذكر كالأنثى.. وذلك بسبب قواعد اللغة العربية..
    رغم أننا تربينا ع العكس!”
    لذلك اطلب من كل من لدية معرفة بقواعد اللغة العربية ان يبين ماهو المفهوم الصحيح للاية وهل الذكر مفضل على الانثى ام العكس ؟؟

    اتمنى ان يكون النقاش بأدلة لكي نقتنع ونستفيد جميعا

    تحياتي

  2. #2
    صديق مؤسس
    UniQuE
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: بغداد و الشعراء و الصور .
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 22,920 المواضيع: 1,267
    صوتيات: 37 سوالف عراقية: 16
    التقييم: 13195
    مزاجي: لا يوصف
    موبايلي: +Galaxy S20
    مقالات المدونة: 102
    عزيزتي داستان ...قبل سنوات كنت استمع الى برنامج للشيخ احمد الكبيسي ..و كا يتناول بعض ايات القرآن الكريم للتفسير ..و يومها تناول هذه الاية الكريمة ..و فوجئت به يقول ان الله عز وجل يعظم شأن الانثى بقوله (و ليس الذكر كالأنثى ) و ليس العكس ...فهو يقارن ما هو ادنى بما هو خير ...و كان رأيه لغوياً صرفاً ..
    و الان سأنقل لك ما ورد في تفسير الميزان :

    ( قوله تعالى: فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى، في وضع الضمير المؤنث موضع ما في بطنها إيجاز لطيف، و المعنى فلما وضعت ما في بطنها و تبينت أنه أنثى قالت: رب إني وضعتها أنثى، و هو خبر أريد به التحسر و التحزن دون الإخبار و هو ظاهر.
    قوله تعالى: و الله أعلم بما وضعت و ليس الذكر كالأنثى، جملتان معترضتان و هما جميعا مقولتان له تعالى لا لامرأة عمران، و لا أن الثانية مقولة لها و الأولى مقولة لله.
    أما الأولى فهي ظاهرة لكن لما كانت قولها رب إني وضعتها أنثى، مسوقا لإظهار التحسر كان ظاهر قوله: و الله أعلم بما وضعت، أنه مسوق لبيان أنا نعلم أنها أنثى لكنا أردنا بذلك إنجاز ما كانت تتمناه بأحسن وجه و أرضى طريق، و لو كانت تعلم ما أردناه من جعل ما في بطنها أنثى لم تتحسر و لم تحزن ذاك التحسر و التحزن و الحال أن الذكر الذي كانت ترجوه لم يكن ممكنا أن يصير مثل هذا الأنثى التي وهبناها لها، و يترتب عليه ما يترتب على خلق هذه الأنثى فإن غاية أمره أن يصير مثل عيسى نبيا مبرئا للأكمه و الأبرص و محييا للموتى لكن هذه الأنثى ستتم به كلمة الله و تلد ولدا بغير أب، و تجعل هي و ابنها آية للعالمين، و يكلم الناس في المهد، و يكون روحا و كلمة من الله، مثله عند الله كمثل آدم إلى غير ذلك من الآيات الباهرات في خلق هذه الأنثى الطاهرة المباركة و خلق ابنها عيسى (عليه السلام).
    و من هنا يظهر: أن قوله: و ليس الذكر كالأنثى، مقول له تعالى لا لامرأة عمران، و لو كان مقولا لها لكان حق الكلام أن يقال: و ليس الأنثى كالذكر لا بالعكس و هو ظاهر فإن من كان يرجو شيئا شريفا أو مقاما عاليا ثم رزق ما هو أخس منه و أردأ إنما يقول عند التحسر: ليس هذا الذي وجدته هو الذي كنت أطلبه و أبتغيه، أو ليس ما رزقته كالذي كنت أرجوه، و لا يقول: ليس ما كنت أرجوه كهذا الذي رزقته البتة، و ظهر من ذلك أن اللام في الذكر و الأنثى معا أو في الأنثى فقط للعهد.)

    و التفسير هنا يؤكد ما ذهب اليه الشيخ مما ذكرته لك اولاً ...والله تعالى اعلم

  3. #3
    من أهل الدار
    المتماهي
    تاريخ التسجيل: September-2010
    الدولة: ميسان
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 30,875 المواضيع: 301
    صوتيات: 90 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 31878
    المهنة: دكتوراه/ نقد حديث
    موبايلي: Ultra s24
    مقالات المدونة: 130
    أذكر أن ثمة مفكر مصري تناول في أبحاثه القرآنية مثل هذه الآية المباركة .. لكن ذاكرتي لا تسعفني للوقوف على التفاصيل ..هذا أولاً .. أما ثانياً ففي ذهني وعند نقطة القراءة الأولى للآية هنا بعض أمور تتعلق بطرفي التشبيه وتقديم الذكر ونفيه أولاً .. ثم لماذا ذكر لا رجل وأنثى لا امرأة ؟ نعم هما متقابلان في الدلالة المعجمية لكن هناك دلالة أولية تبعث من مجرد التفكير في الاستخدام القرآني لهما .. ما يمنعني من مواصلة الحديث هو أن ما نتناوله نص قرآني .. لذلك لا بد من مراجعة التفاسير أولاً حتى لا أذهب شططاً .. سأعود لاحقاً .. موضوع يستحق التقييم فعلاً .. بوركت داستان

  4. #4
    رياح شتوية و ازهار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة the sad مشاهدة المشاركة
    بين قوسين اني اللغة و القواعد

    منور الموضوع

  5. #5
    رياح شتوية و ازهار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسة ملاك مشاهدة المشاركة
    اختي حبيبتي. هذه الاية نزلت عن مريم العذراء سلام الله عليها.وهسة اشرحلك. ان شاء الله.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسة ملاك مشاهدة المشاركة
    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم




    قال تعالى :{ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى }


    هذه الآية الكريمة يعتبرها الناس القول الفصل، والقضاء الذي لا يقبل الاستئناف، على تميز الذكر وارتفاعه عن الأنثى


    ويردد الناس هذه الآية على أفضلية الذكر مطلقاً على الأنثى من دون قيد أو شرط، مع أن تفسيرها الصحيح يعطي معنى مغايراً لما يستدلون به.
    وإليك بيان هذه القصة كاملة في كتاب الله : { إِذْ قَالَتِ ٱمْرَأَتُ عِمْرَ‌ٰنَ رَبِّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًۭا فَتَقَبَّلْ مِنِّىٓ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ ﴿٣٥﴾


    فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَآ أُنثَىٰ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّى سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّىٓ أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ ٱلرَّجِيمِ }




    والمراجع لكتب المفسرين يجد أن تفسير قوله تعالى { وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى } مرتبط بما قبله متصل به


    وأن معنى الآية يختلف باختلاف القراءة الواردة فيها، والآية لها معنيان :
    1- جاءت قراءة الجمهور بسكون التاء في قوله: { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ } ، فيكون قوله تعالى: { وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى } من كلام الرب


    على جهة التعظيم لما وضعته، والتفخيم لشأنه، والإجلال لها، إذ وقع من أم مريم التحسر والحزن على إنجاب الأنثى،


    مع أن هذه الأنثى التي وضعتها سيجعلها الله وابنها آية للعالمين، وعبرة للمعتبرين، ويختصها بما لم يختص به أحداً...


    لقد تمنت أم مريم ذكراً تنذره لخدمة بيت المقدس تلك البقعة المباركة، فحقق لها الكريم فوق ما تتمنى، إذ رزقها امرأة سيكون لها ولابنها شأن عظيم،


    وستتسع دائرة النفع لتتعدى خدمة بيت المقدس لدعوة أفراده، وعلى هذا المعنى تكون اللام في الذكر والأنثى في هذه الآية للعهد،


    فليس الذكر الذي تمنيته يا أم مريم كالأنثى التي وضعتها، إن الأنثى التي وضعتها أفضل عند الله، وأعظم شأناً،


    فتكون الآية في تفضيل الأنثى التي وضعتها مريم على الذكر الذي تمنته، يقول أبو السعود: «وليس الذكر كهذه الأنثى في الأفضلية».



    ومن تمام تحسرها وتحزنها أي ليس الذكر الذي أرادت أن يكون خادماً ويصلح للنذر كالأنثى التي لا تصلح لذلك،


    وإنما كانت الأنثى لا تصلح لخدمة الكنيسة لما يعتريها من الحيض، ولأنها لا تصلح لصحبة الرهبان، لقد كانت أم مريم تنتظر ولداً ذكراً،


    لأن النذر للمعابد لم يكن معروفاً إلا للصبيان ليخدموا الهيكل، وينقطعوا للعبادة، والتبتل،


    ولكن ها هي ذي تجدها أنثى فتتوجه إلى ربها لبيان حالها { رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَآ أُنثَىٰ }


    وكأنها تعتذر أنه لم يكن ولداً ينهض بالمهمة، فتقول: { وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى } فتكون الآية إخبار عن قول أم مريم، فلم تأتِ الآية إذن لتقرير واقع وإثبات حقيقة،


    ولم تقصد أم مريم الانتقاص من شأن الأنثى، وإنما قالت ذلك لتبين أن وظيفة الذكر مختلفة عن وظيفة الإناث، وما يصلح له لا يصلح لها،


    لكن تبيّن لها ولغيرها في ما بعد أنها رزقت بأنثى فاقت الذكور حظاً، وتقبل الله هذه البنت بقبول حسن،


    وقامت بالدور الذي تمنته أمها، بل كانت أمّاً لرسول من أولي العزم : «كان في هذا الكلام نوع تضرع منها وانكسار نفس، حيث كان نذرها بناءً على أنه يكون ذكراً يحصل منه من القوة والخدمة


    والقيام بذلك ما يحصل من أهل القوة والخدمة، والأنثى بخلاف ذلك، فجبر الله قلبها وتقبل الله نذرها، وصارت هذه الأنثى أكمل وأتم من كثير من الذكور،


    وحصل بها من المقاصد أعظم مما يحصل بالذكر».




    وفي هذا عظة وعبرة لكل أب وأم، فالخيرة في ما يختاره الله، وكم من أنثى نفع الله بها والديها ما لم ينفعهما بذكر،


    وتأمل قوله تعالى: { يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَـٰثًۭا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ } ، كيف قدم هبة الإناث على الذكور، وقد كان الأنبياء آباء بنات

    شكرا حبيبتي عالتفسير

    منورة الموضوع

  6. #6
    رياح شتوية و ازهار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fairy touch مشاهدة المشاركة
    عزيزتي داستان ...قبل سنوات كنت استمع الى برنامج للشيخ احمد الكبيسي ..و كا يتناول بعض ايات القرآن الكريم للتفسير ..و يومها تناول هذه الاية الكريمة ..و فوجئت به يقول ان الله عز وجل يعظم شأن الانثى بقوله (و ليس الذكر كالأنثى ) و ليس العكس ...فهو يقارن ما هو ادنى بما هو خير ...و كان رأيه لغوياً صرفاً ..
    و الان سأنقل لك ما ورد في تفسير الميزان :

    ( قوله تعالى: فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى، في وضع الضمير المؤنث موضع ما في بطنها إيجاز لطيف، و المعنى فلما وضعت ما في بطنها و تبينت أنه أنثى قالت: رب إني وضعتها أنثى، و هو خبر أريد به التحسر و التحزن دون الإخبار و هو ظاهر.
    قوله تعالى: و الله أعلم بما وضعت و ليس الذكر كالأنثى، جملتان معترضتان و هما جميعا مقولتان له تعالى لا لامرأة عمران، و لا أن الثانية مقولة لها و الأولى مقولة لله.
    أما الأولى فهي ظاهرة لكن لما كانت قولها رب إني وضعتها أنثى، مسوقا لإظهار التحسر كان ظاهر قوله: و الله أعلم بما وضعت، أنه مسوق لبيان أنا نعلم أنها أنثى لكنا أردنا بذلك إنجاز ما كانت تتمناه بأحسن وجه و أرضى طريق، و لو كانت تعلم ما أردناه من جعل ما في بطنها أنثى لم تتحسر و لم تحزن ذاك التحسر و التحزن و الحال أن الذكر الذي كانت ترجوه لم يكن ممكنا أن يصير مثل هذا الأنثى التي وهبناها لها، و يترتب عليه ما يترتب على خلق هذه الأنثى فإن غاية أمره أن يصير مثل عيسى نبيا مبرئا للأكمه و الأبرص و محييا للموتى لكن هذه الأنثى ستتم به كلمة الله و تلد ولدا بغير أب، و تجعل هي و ابنها آية للعالمين، و يكلم الناس في المهد، و يكون روحا و كلمة من الله، مثله عند الله كمثل آدم إلى غير ذلك من الآيات الباهرات في خلق هذه الأنثى الطاهرة المباركة و خلق ابنها عيسى (عليه السلام).
    و من هنا يظهر: أن قوله: و ليس الذكر كالأنثى، مقول له تعالى لا لامرأة عمران، و لو كان مقولا لها لكان حق الكلام أن يقال: و ليس الأنثى كالذكر لا بالعكس و هو ظاهر فإن من كان يرجو شيئا شريفا أو مقاما عاليا ثم رزق ما هو أخس منه و أردأ إنما يقول عند التحسر: ليس هذا الذي وجدته هو الذي كنت أطلبه و أبتغيه، أو ليس ما رزقته كالذي كنت أرجوه، و لا يقول: ليس ما كنت أرجوه كهذا الذي رزقته البتة، و ظهر من ذلك أن اللام في الذكر و الأنثى معا أو في الأنثى فقط للعهد.)

    و التفسير هنا يؤكد ما ذهب اليه الشيخ مما ذكرته لك اولاً ...والله تعالى اعلم

    شكراااا دكتورة

    اتمنى اخلي شخص يشوف كلامج هههههه

    منورة

  7. #7
    رياح شتوية و ازهار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيفرة دافنشي مشاهدة المشاركة
    أذكر أن ثمة مفكر مصري تناول في أبحاثه القرآنية مثل هذه الآية المباركة .. لكن ذاكرتي لا تسعفني للوقوف على التفاصيل ..هذا أولاً .. أما ثانياً ففي ذهني وعند نقطة القراءة الأولى للآية هنا بعض أمور تتعلق بطرفي التشبيه وتقديم الذكر ونفيه أولاً .. ثم لماذا ذكر لا رجل وأنثى لا امرأة ؟ نعم هما متقابلان في الدلالة المعجمية لكن هناك دلالة أولية تبعث من مجرد التفكير في الاستخدام القرآني لهما .. ما يمنعني من مواصلة الحديث هو أن ما نتناوله نص قرآني .. لذلك لا بد من مراجعة التفاسير أولاً حتى لا أذهب شططاً .. سأعود لاحقاً .. موضوع يستحق التقييم فعلاً .. بوركت داستان

    انتظرك استاذ

    شكرا الك

  8. #8
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2012
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,243 المواضيع: 50
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1612
    مزاجي: تحت رحمة الله
    المهنة: مهندس تصميم
    أكلتي المفضلة: المقلوبة
    آخر نشاط: 16/July/2017
    ما عندي كلام بعد كلام الأختين همسة ملاك والأخت فيري .
    شكرا أختي على طرح موضوع مفيد وقيم ، أحسنت وبارك الله فيك .

  9. #9
    من أهل الدار
    المتماهي
    (( إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السميع العليم . فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعتْ وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ))
    إن أهم ما يمكن الاستدلال به في معرض قراءة النص القرآني المبارك هو طريقة أداءالتشبيه الوارد بحرف الكاف في قوله تعالى (( وليس الذكر كالأنثى )) إذ شبه بالكاف وأورد النفي بــ ليس في التشبيه وهو أسلوب بلاغي ربما نقف على سره في ما نعرضه لاحقاً .
    من الواضح أن قوله تعالى (( والله أعلم بما وضعتْ وليس الذكر كالأنثى )) هو قول عن الذات الإلهية وليس صادر عن امرأة عمران (ع) بدليل التاء الساكنة وكذلك بقرينة أخرى هي ( إني ) إذ وردت (إني) 4 مرات في النص وهي : (( إني نذرتُ )) , (( إني وضعتها )) , (( إني سميتها )) , (( إني أعيذها )) وقد توسط قوله تعالى ـ الصادر عنه جل شأنه في سياق حكاية القول ـ فكان أن جاء بعد (( إني وضعتها )) الثانية وقبل (( إني سميتها )) الثالثة , وبذلك فهو يمثل جملة معترضة يمكن أن تكون بين شارحتين , لتستمر حكاية القول بعدها على لسان امرأة عمران . الأمر الذي يعطي قوله تعالى ((والله أعلم بما وضعتْ وليس الذكر كالأنثى )) أهمية عميقة كونها صادرة عنه جل شأنه لا عن المخلوق وهو هنا امرأة عمران , إذ لا مجال للاعتراض على دلالة (( ليس الذكر كالأنثى )) ولكن السؤال هو هل تحمل جملة التشبيه المؤداة بالنفي دلالة تفضيلٍ ما ؟ وأي طرفي التشبيه هنا هو المفضل ؟ وللإجابة عليه فلنأخذ أمثلة :
    نقول : فلانة كالقمر .. والدلالة أنها جميلة كالقمر .
    ونقول : القمر كفلانة .. والدلالة هي أنها جميلة , لكنها هنا أجمل في تشبيهنا من المثال الأول .
    والسبب يكمن في مسألة الإسناد , إذ المُشبه في المثال الأول (فلانة) والمُشبه به هو ( القمر ) , وهذا ما يكون معكوساً في المثال الثاني , إذ أصبح المشبه به هو ( فلانة ) , ولو أسقطنا النص القرآني على الأمثلة لأصبح لدينا :
    الذكر كالأنثى = فلانة كالقمر , وهذا يصح لو أن أحد طرفي التشبيه في النص القرآني معلوم التفضيل كما في ( القمر ) وهو ما لم يقم به دليل أبداً , ولذلك فإنه لا سبيل لحصول التفضيل .. إذ نصبح أمام : الذكر كالأنثى = فلانة كالقمر وهو يساوي أيضاً القمر كفلانة .. أي كل الفرضيات تتساوى .
    هذا في حالة سلبنا للنفي بــ ( ليس ) كما عرضنا أعلاه .. أما لو أعدنا ( ليس ) فسنكون حينها أمام الآتي :
    ليس الذكر كالأنثى = ليست فلانة كالقمر = ليس القمر كفلانة , ومع عدم إمكان وجود التفضيل بين دلالتي (الذكر) و (الأنثى) كما أسلفنا فإن دلالة النفي تكون خارج مفهوم التشبيه القائم على التقريب على سبيل بيان الفضل أو الأفضلية وهي كما قولنا تماماً : ليس الباب كالشباك , و ليس الليل كالنهار , و ليس الأب كالأم , و ليس الإله كالرب , وهكذا مما ينطلق فيه التشبيه لغرض آخر سوى غرض بيان الأفضلية , وقد كثر مثل هذا الاستخدام للتشبيه في بيان الأمور المنطقية والنقاش حول الماهويات وتعريف المشكلات وما إلى ذلك مما لا يقصد به بيان الفضل والأفضلية بل يقصد به الوصول لفهم ما هو معروض من طرفي التشبيه كما في مقولة ( تعرف الأشياء من أضدادها ) أو ( نقائضها ) وهذا هو سر النفي بــ (ليس) الذي جاء مقروناً بالتشبيه في النص القرآني الكريم , وقد جاء مثل هذا التشبيه في (التمثيل) بالنفي بشكل أبلغ في قوله تعالى (( ليس كمثله شئ )) للوقوف على إفهام المخاطب عظمة الله جل شأنه وتعالى .
    حتى الآن لا يبدو في النص أي احتمال تفضيل لأي من طرفي التشبيه (الذكر) , (الأنثى) .. وبالمناسبة فإن النص القرآني فيه من الأسرار ما يجب الوقوف عليها من استخدامه للفظة (ذكر) لا غيرها من مرادفاتها وكذلك لفظة (أنثى) لا غيرها من مرادفاتها , ولو تقصينا هذه المفردة ـ أنثى ـ لوجدنا أنها وردت في القرآن الكريم في مواضع كان النص القرآني يتحدث فيها إما عن مسألة الخلق والجعل الخلقي أو عن تأكيد أن الإثابة أو العقاب لا يكون إلا عن التكليف لا عن الخلق كما في قوله تعالى : (( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً )) 124 النساء .
    كما أن هناك متعلق دلالي في قوله تعالى (( محرراً )) فيما لو تم ربطه دلالياً بقوله تعالى (( والله أعلم بما وضعتْ وليس الذكر كالأنثى )) إذ لو قلنا بأن (محرراً) حالٌ كما ذهب إلى ذلك محمد جواد مغنية لأصبحنا أمام أطروحة صالحة للاستدلال والله أعلم بالصواب , ومفادها :
    أن امرأة عمران (ع) إنما نذرت ما في بطنها أياً كان جنسه , و ( محرراً ) حال لــ (( ما في بطني )) كما ذهب لذلك (مغنية ) أو أنه يكون حالاً لــ ( النذر ) أي نذراً محرراً , وعلى أي احتمال من احتمالي الحال فإنه يمكن أن تبتنى الدلالة من أن النذر لم يكن مقصوداً بضميمة جنس المولود وإنما هو متحقق خارجه , ولا يمكن إنكار دلالة الإشارة لــ ( الذكر ) في (محرراً ) لو قصد بها حال لــ ( ما في بطني ) لكنها إشارة غير إلزامية بدلالة ( ما ) واستخداماتها اللغوية . وهكذا نكون أمام هذه الأطروحة بأن امرأة عمران (ع) نذرت ما في بطنها أياً كان جنسه , ولذلك قالت (( إني وضعتها أنثى )) وكأنها تنتظر تكليفها من الله تعالى تجاه المطلوب في تنفيذ النذر بالكيفية المناسبة لجنس أنثى , وفي المقابل فإن ذلك لم يكن ليمنعها من القول ذاته لو كان المولود ذكراً باستبدال (أنثى) بــ ( ذكر ) ، وهنا يكون قوله تعالى (( وليس الذكر كالأنثى )) شارحاً ومفسراً لقوله تعالى على لسان امرأة عمران (( إني وضعتها أنثى )) أي أنها قالت طالبةً التكليف فأكد الله تعالى قولها بأن التكليف يختلف بين الأنثى والذكر في الطريقة والأداء لا في أفضلية أحدهما على الآخر .
    ولا أدل على هذه الأطروحة من قوله تعالى في الآية اللاحقة لهذه الآية المباركة (( فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً ... )) إذ نلحظ قوله تعالى في الآية السابقة (( ... فتقبل مني إنك أنت السميع العليم )) وهنا نرى قوله تعالى (( فتقبلها ربها بقبول حسن ... )) وكأن ما جاء بينهما هو حكاية للحدوث وتفسيراً لتفاصيله , وإلا فإن طرفي الحدوث كائنة بين (( فتقبل مني )) و (( فتقبلها ربها )) وهو ما يؤكد قبول النذر , وكأنه يلمح لعدم حضور معنى جنس المولود في أصل مسألة النذر في ذهن امرأة عمران .
    كل ما ذكرته هنا هو من قبيل الاستدلال اللغوي والأسلوبي خارج قصدية القول بأن هذا هو معنى النص القرآني الذي عناه القرآن الكريم .. أسأل الله الصواب في القول والعمل .. والله أعلم .

  10. #10
    رياح شتوية و ازهار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المعماري 12 مشاهدة المشاركة
    ما عندي كلام بعد كلام الأختين همسة ملاك والأخت فيري .
    شكرا أختي على طرح موضوع مفيد وقيم ، أحسنت وبارك الله فيك .
    شكرا اخي الورد

    منور الموضوع

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال