TODAY - March 21, 2011
الأزمة الليبية: قطر تساهم باربع طائرات في فرض الحظر الجوي
قصف صاروخي مكثف "يشل منظومة الدفاع الجوي الليبية"
BBC
قررت قطر إرسال أربع طائرات حربية للمشاركة في الحملة الدولية لفرض منطقة حظر طيران على ليبيا، لتصبح أول دولة عربية تشارك في هذه الحملة التي تشنها دول غربية بناء على قرار من مجلس الأمن إثر طلب تقدمت به الجامعة العربية.
وقالت الولايات المتحدة إن تقدما كبيرا قد تحقق في الهجمات الجوية ضد قوات العقيد الليبي معمر القذافي، وسط مؤشرات على أن الدول الغربية وسعت من نطاق تلك الهجمات.
وأوضح الناطق العسكري الامريكي نائب الأدميرال بيل جورتني أن القوات الغربية قصفت منشآت رادارات، ومدارج عسكرية وقوات مشاة في محيط مدينة بنغازي، إضافة لمواقع لصواريخ طويلة المدى.
من جانبه، قال الجيش البريطاني إنه أطلق مزيدا من الصواريخ من غواصة في البحر الأبيض المتوسط.
تسليم
وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس إن الولايات المتحدة تتوقع احتمالات عديدة للقيادة المستقبلية للحملة العسكرية في ليبيا لكن الحلفاء العرب لديهم حساسية ازاء العمل تحت قيادة حلف شمال الاطلسي.
واضاف غيتس لدى توجهه الى روسيا "اعتقد انه يوجد احتمالان.. احدهما.. قيادة بريطانية فرنسية، والاخر استخدام حلف الاطلسي".
مقر القذافي في باب العزيزية
صورة فضائية لمقر القذافي في باب العزيزية
وتابع غيتس: "اعتقد انه توجد حساسية من جانب الجامعة العربية من العمل تحت مظلة حلف الاطلسي. ولذلك فالسؤال هو اذا كانت هناك طريقة ليمكننا العمل خارج قيادة الحلف والسيطرة على المعدات دون ان تكون بعثة للحلف وبدون راية الحلف وهكذا."
وقال غيتس ايضا ان حدوث تقسيم لليبيا يمثل صيغة لعدم الاستقرار.
في غضون ذلك، اطلعت السلطات الليبية المراسلين الاجانب على مبنى يقع في مقر القذافي في معسكر باب العزيزية قالت إنه دمر بصاروخ اطلقته قوات الحلفاء فجر الاحد.
وقف لاطلاق النار
وكان متحدث باسم الجيش الليبي قد اعلن مساء الأحد وقفا جديدا لاطلاق النار في حملته ضد الانتفاضة المسلحة التي يقودها المعارضون انطلاقا من شرق البلاد .
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحفي في القاهرة مساء الاحد انه "يأمل ويحث السلطات الليبية على الالتزام بوعدها بوقف اطلاق النار."
8 آلاف عدد قتلى المعارضة
قال متحدث باسم المعارضة الليبية يوم الاحد إن اكثر من 8 آلاف مواطنا ليبيا من انصار المعارضة قتلوا على ايدي نظام القذافي.
وانتقد الناطق عبدالحفيظ خوجه في لقاء مع قناة الجزيرة القطرية عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية للتصريحات التي ادلى بها اليوم والتي انتقد فيها العمل العسكري الذي تنفذه الولايات المتحدة وحلفائها ضد نظام القذافي.
وكانت الجامعة العربية قد ايدت اول الامر فكرة فرض منطقة حظر طيران في ليبيا، ولكن موسى ادان يوم الاحد ما وصفه "بقصف المدنيين."
الا ان خوجه عبر عن استغرابه من تصريحات موسى، وقال: "اليوم عندما تكلم الامين العام، اصبت بالدهشة. ما هي الآلية التي تضمن توقف ابادة الليبيين ايها الامين العام؟ اذا كانت حماية المدنيين ليست واجبا انسانيا، ما هي الآلية التي تقترحها؟"
ولكن رد الفعل الامريكي جاء مختلفاً حين قال البيت الأبيض أنه لا يتعرف بالوقف الليبي لاطلاق النار.
وقال مستشار البيت الأبض للأمن القومي توم دونيلون أن هذا الوقف إما هو غير صحيح أو قد ينتهك مباشرة.
وجاء الإعلان في أعقاب إطلاق المضادات الأرضية الليبية نيرانها في طرابلس وخصوصا قرب مقر اقامة القذافي في باب العزيزية.
وسمع دوي انفجارات قوية ناجمة عن إطلاق نيران أنظمة الدفاع الجوي وشوهدت سحب حمراء من اللهب في السماء.
وقال ناطق عسكري امريكي في وقت لاحق إن التحالف لا يستهدف الزعيم الليبي او منزله.
الا ان البنتاغون قال معلقا على الاعلان الليبي إنه يشكك في كل ما تقوله حكومة القذافي، بما في ذلك ادعائها بالالتزام بوقف اطلاق النار.
في غضون ذلك تواصل القوات الفرنسية طلعاتها الجوية لليوم الثاني حيث أعلن المتحدث باسم هيئة أركان الجيوش أن بلاده أشركت "أكثر من 15 طائرة" في عمليات يمكن ان تؤدي إلى توجيه "ضربات على الارض" في ليبيا.
وقال الكولونيل تيري بوركار إن الطائرات قامت بعمليات "دفاع جوي إضافة إلى عمليات دعم على الارض وامداد ومراقبة جوية ورصد".
وكان ضابط في هيئة الاركان الامريكية قد صرح في وقت سابق بأن المرحلة الاولى من الحملة حققت نجاحا والقوات الموالية للقذافي اوقفت زحفها باتجاه بنغازي.
الاستراتيجية العسكرية لقوات التحالف في ليبيا
تقرير يلقي بعض الضوء على الاستراتيجية العسكرية التي تتبعها قوات التحالف في عمليتها العسكرية على ليبيا.
والقت ثلاث مقاتلات امريكية شبح "بي 2" اربعين قنبلة على قاعدة جوية كما ذكرت محطة تلفزيون "سي بي اس نيوز"، بدون ان يتم الحصول على تاكيد رسمي للعملية على الفور.
وقالت المحطة ان هدف العملية كان تدمير قسم كبير من سلاح الطيران الليبي لكن الطائرات الحربية الامريكية قامت بملاحقة قوات برية ايضا بهدف تدميرها.
خطوط الامداد
واعلن رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الاميرال مايكل مولن لشبكة سي ان ان الاحد ان المرحلة المقبلة من ضربات التحالف ضد قوات معمر القذافي ستكون مهاجمة خطوط امدادها لشل قدرتها على القتال.
فيما اعلن الرجل الثاني في سلاح الجو البريطاني المارشال فيل اوزبورن ان سلاح الجو مرتاح لسير العمليات التي شنت مساء السبت على ليبيا.
ورفض الضابط اعطاء تفاصيل عن الضربات التي اطلقت خلالها القوات البريطانية والامريكية 112 صاروخ توماهوك على ليبيا، لكنه قال ان معظم الاهداف في طرابلس.
تحليل: بول آدمز - بي بي سي - واشنطن
على الرغم من أن الطائرات العسكرية الفرنسية هي التي قد بدأت الضربات الأولى على ليبيا، إلاَّ أنه من الواضح أن هذه المرحلة الأولية من العمليات هي شأن أمريكي على نحو كبير، إذ أن كافة صواريخ كروز التي استُخدمت، ما عدا عدد صغير منها، أُطلقت من سفن وغوَّاصات أمريكية.
ومن شأن ذلك كله أن يلحق فقط نوعا من الضرر بالدفاعات الجوية الليبية، وهو أمر مطلوب قبل أن يمكن فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا ومراقبتها.
وقد ألمح الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى مثل هذا الأمر، حتى أنه أعاد تكرار الحدود التي يمكن أن يبلغها التدخل الأمريكي في ليبيا.
فقد بدأ الرئيس أوباما الهجمات بكثير من التردد، وبدا قلقا من أن تُترجم الضربات على أنها غزو آخر في العالم العربي بقيادة الولايات المتحدة.
ولكن، ومع رغبته الكاملة باتخاذ مكان له في المقعد الخلفي، إلاَّ أنه يعلم، ويعلم معه الآخرون جميعا، أن مثل هذا النوع من الأمور لا يحدث ما لم تكن واشنطن ضالعة بشكل عميق فيها.
ورأى الجنرال جون لوريمر المتحدث باسم رئاسة الاركان انه "من المبكر معرفة النتائج على الارض".
وتابع ان هذه "المرحلة الاولى" تمهيدا لفرض منطقة حظر جوي، ستستمر "الوقت اللازم" لتحقيق غايتها.
خطاب القذافي
وفي طرابلس اكد الزعيم الليبي معمر القذافي في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الحكومي الاحد انه سينتصر داعيا الغرب الى "مراجعة حساباته والتراجع".
وتوقع القذافي ان تكون الحرب "الصليبية" التي يخوضها الغرب ضده "طويلة"، وتوعد بالقضاء على الذين يتعاونون مع قوات التحالف.
وقال ان "المهاجمين مهزومون. نحن لن نتراجع ابدا، ولن نموت انتم ستموتون وسنبقى احياء وننتصر".
واضاف "انتم بامكانكم ان تتراجعوا وتنسحبوا وتذهبوا الى بلدانكم وقواعدكم لكن نحن هذه ارضنا. انتم بامكانكم ان تراجعوا حساباتكم وترجعون".
من جهة اخرى، اكد القذافي انه لن يترك الغرب يتمتع بنفط ليبيا، مشددا على ان التحالف الذي بدأ هجومه امس "سيسقط كما سقط هتلر ونابوليون وموسوليني".
وقال "لن نتركهم يتمتعون بنفطنا. لن نفرط بثورة الفاتح ولن نتركهم يتمتعون بنفطنا".
ودعا من اسماهم "المهاجمين المهزومين" و"الطغاة" الى "مواجهة برية"، مؤكدا ان "الليبيين على استعداد للاستشهاد"، موضحا "نحن نوزع السلاح على الشعب الليبي كله".
ردود افعال
جولة في مقر القذافي
اصطحب المسؤولون الليبيون الصحفيين الاجانب يوم الاثنين في جولة داخل معسكر باب العزيزية، مقر الزعيم الليبي معمر القذافي، لاطلاعهم على الدمار الذي اصاب احد مبانيه جراء القصف الجوي الغربي.
وبدا المبنى، الذي لا يبعد سوى خطوات قليلة عن الخيمة التي يلتقي فيها القذافي عادة بضيوفه، مدمرا تماما وقد بدت على واجهته حفرة دائرية هي مكان دخول الصاروخ الذي اتى عليها.
واتهم مسؤولون ليبيون الدول الغربية بمحاولة اغتيال القذافي، إذ قال الناطق الرسمي موسى ابراهيم: "كان هجوما بربريا. ان هذا الهجوم يناقض التصريحات الامريكية والغربية القائلة إنهم لا يستهدفون مقرات (القذافي)."
وقال موسى إن احدا لم يصب في المبنى، وامتنع عن البوح عما اذا كان القذافي ما زال يقيم في المعسكر.
وقد أكد الدكتور نبيل العربى وزير الخارجية المصري رفض مشاركة بلده في أي عمل عسكري دولي ضد ليبيا.
وقال إن ذلك يرتبط بأسباب تتعلق "بأمننا الداخلي والأعداد الكبيرة للمصريين المتواجدين فى ليبيا".
وقال العربي رداً على سؤال حول الشروط التى على أساسها يمكن أن تنضم مصر إلى التحالف الدولى العسكرى ضد ليبيا: "إن مصر أيدت قرار الجامعة العربية تجاه الأوضاع فى ليبيا من منطلق إنسانى بحت يتعلق بحماية المدنين وسفك الدماء".
وأضاف: "أما فيما يتعلق بقرار مجلس الأمن وفرض حظر جوى على ليبيا وفقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، فإن مصر ليست عضواً فى مجلس الأمن".
على جانب آخر نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن التحرك العسكري الذي تتخذه الولايات المتحدة والقوات الحليفة في ليبيا يستند الى القرار الصادر عن مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي.
وأضاف المسؤول "تضمن القرار الذي صدق عليه العرب ومجلس الامن الدولي (كل الاجراءات اللازمة) لحماية المدنيين".
وجاء التصريحات الأمريكية ردا انتقادات من الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى يوم الاحد بأن العمل العسكري من جانب الائتلاف الدولي تجاوز فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا.
وقال موسى إن "ما حدث يختلف عن الهدف من الحظر الجوي الذي كنا نريد منه حماية المدنيين وليس قصف مدنيين اضافيين".
واوضح موسى انه "تجري حاليا مشاورات لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث تطورات الاوضاع في المنطقة العربية وخاصة فى ليبيا".
من جانبها دعت روسيا الائتلاف الدولي الى استخدام القوة ضد "اهداف محددة" في ليبيا لتفادي وقوع ضحايا مدنيين حسب ما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان.
أما ايران، فاعربت عن دعمها "للمطالب المشروعة" لليبيين في مواجهة نظام معمر القذافي، لكنها "شككت" في النوايا الحقيقية للغربيين الذين شنوا هجمات على ليبيا، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الطلابية نقلا عن المتحدث باسم الخارجية الايرانية الاحد.
فيما اعلنت الخارجية التركية في بيان ان تركيا ستقدم "مساهمتها" لتسوية الازمة في ليبيا في سبيل "سلامة الشعب الليبي".
ووجه البابا بنديكتوس السادس عشر "نداء ملحا الى المسؤولين السياسيين والعسكريين لكي يحفظوا امن المواطنين ويضمنوا لهم الاستفادة من عمليات الاغاثة الانسانية".