TODAY - March 21, 2011
معرض تشكيلي يستذكر هموم المرأة العراقية
لوحات ومنحوتات تنحني للأم وتشرق بمحبتها
لمناسبة (عيد الام) اجتمع 38 رساما و 11 نحاتا ومصوران فوتوغرافيين في قاعة اكد على الطرف الشرقي لشارع ابو نؤاس واقاموا مراسم احترامهم واعتزازهم بالام العراقية، معبرين عن الافكار والرؤى التي انطبعت في خلجاتهم لهذه المخلوقة التي كان رحمها يديم التواصل البشري، واشار هؤلاء الفنانون التشكيليون، برجالهم ونسائهم، الى تلك الهموم التي حملتها المرأة العراقية على امتداد السنوات الطويلة في مختلف الارجاء من العراق وعلى تباين مكانتها، لكنهم وجدوا فيها أما دلالات كثيرة.
فاللوحات والمنحوتات والصور.. ألتقطت ملامح من سيماء وجه الام وشذرات من اوجاعها واشراقات من وجودها، وكأن الناظر المتأمل يسمع تلك الحكايات التي لا تحاول هذه الام الافصاح عنها بقدر ما يعلنها صبرها ومعاناتها، فهنا.. لوحات مختلفة الالوان والاشكال تتناول الام عبر مراحل من تحديها للظروف وعبر معاناتها من الحروب والحصارات والارهاب مثلما هناك لوحات تشرح كبرياءها وشموخها ومواهبها ودورها في المجتمع.
حضر حفل الافتتاح حشد كبير من جمهور المشاهدين والاعلاميين والفنانين الذين ابدوا اعجابهم اولا باللوحات ومن ثم بالمناسلة التي قالوا انها جاءت للتذكير بالمرأة العراقية بشكل عام وبالأم بشكل خاص، حيث انها ما زالت تعاني العديد من الظروف الصعبة ولا بد من الانتباه الى واقعها حيث ان المعرض يمثل رسالة الى المعنيين للالتفات الى المرأة العراقية ودورها المؤثر في المجتمع.
تقول الدكتور نضال الجزائري، الناشطة في حقوق الانسان، التي عملت على تنظيم المعرض بالتعاون مع قاعة اكد: المناسبة عظيمة ومقدسة بالنسبة لي، هي مناسبة عيد الام، الام التي هي الاشراقة، هي الطمأنينة بالحياة، هي الدفء، هي الاسرة بكاملها، لكن انا من خلال عيد الام تناولت قضية تخص المرأة الام، المرأة العراقية هي الام الصبورة والطموحة والتي مرت بمعاناة كثيرة، واذا ما تلاحظ فالاحداث متسلسلة منذ الخمسينيات والستينيات وصولا الى التسعينيات، لم تعط للام فرصة لكي ترتاح، فهذا اثر على الاسرة، اثر على التجمع، والام فقدت الكثر، فقدت الابن والزوج والاخ، وهي الاكثر تتحمل، مع ذلك فهي كما نقول (شدت حزامها) مع الرجل، ومع الوقت.
واضافت: هموم المرأة كثيرة ولكنني في هذا المعرض اردت ان (اشتري) كرامة الام العراقية وفي الوقت نفسه اريد حقوق للارملة وللمطلقة، فالقاضي عندما يحكم بالطلاق لا يعرف ابى اين ستذهب الام مع اولادها، وليس كل الازواج يتحملون المسؤولية، مع احترامي للرجال، فهذا يقلل من نسبة الطلاق لدينا، ويقلل من التشرد عند الاولاد، انا اردت ان نتعاون جميعا كأعلاميين وفنانين وحكومة وكل الجهات في سبيل ان نؤسس مجموعة تحمي الام العراقية.
وتابعت: المعرض مخصص للام، لان الام العراقية تعبت كثيرا وضحت وقدمت، ووصلت الى مرحلة نسميها (نهاية العمر) ليس هنالك من يحتويها، فليس كل ام لديها اولاد وعائلة، هذا المعرض اقمته من اجل ان اعبر باللوحات الفنية بعد ان كتبنا كثيرا، لان اللوحات تلفت النظر اكثر، وكل انسان ولد من رحم ام واريد ان اذكر بها.
وأوضحت: لدينا اكبر من العدد المعروض لان القاعة لا تستوعبها كلها، نحن تعاونا كفنانين تشكيليين واعلاميين، هذا المعرض يقام للمرة الاولى ولدينا طموح ان نقيم مهرجان الام اذا وفقنا الله فهناك عدة مشاريع
فيما قالت ازهار قاسم: المعرض متألق جدا ويحمل كل الصفات التي تعاني منها الام العراقية، فكل لمسة فنية تعطي شعورا اننا عشنا هذه الحالة، فاللوحات تركز بشكل اكبر على المرأة وكيف عانت وكيف حملت الهم وكيف تعدت الصعاب وتحدتها، المرأة العراقية جبارة اكن لها كل الاحترام ليس لكوني امرأة بل لانها تستحق كل الاهتمام والرعاية ونتمنى ان تكون الجهات المعنية اكثر انتباها للحياة الاسرية والاجتماعية والنساء الارامل والمطلقات، كذلك ان تؤدي الرعاية الاجتماعية دورها بشكل صحيح.
واضافت: هذه اللوحات اعطت لمسة فنية رائعة جدا، واعطت للمرأة حقها لان كل لوحة ترمز الى شيء معين يخص المرأة، هناك لوحات للمرأة وهي تحس بالالم،وهي تفرحـ وهي تحزن، فكل لوحة تعبر عن معاناة.
اما نور القيسي فقالت: الذي لفت نظري في المعرض ان اغلب اللوحات تعبر عن حزن المرأة العراقية وعن مظلوميتها، فهناك نساء تعجن الطين ويخبزن الخبز في تنور الطين ويحيكن الملابس واللواتي يبكين على رفات الموتى، شيء مؤلم اغلب ما نراه وهو يشير الى ان الام العراقية ظلت تحافظ على ذات المستوى من المظلومية.
واضافت: اللوحات رمزت الى المرأة بمختلف مجالات الحياة، وعبرت عن احوال الام العراقية، والجميل ان نجد من يتذكر المرأة بشكل عام والام بشكل خاص، بالاضافة الى تشجيع الفن والتشكيل، وهذه اللوحات الجميلة تؤكد ان هؤلاء الفنانين من النساء والرجال يمتلكون معلومات كبيرة ورؤية مميزة عن معاناة المرأة.
وتابعت: رسالة المعرض هي انه يجب النهوض بواقع المرأة العراقية، وان لا تيقى في وضعها المتواصل عبر السنوات، وان تكون المرأة رمزا كبيرا في البلد.
وقال النحات منذر علي: صراحة.. المعرض يمثل امتدادا لارهاصات الفن العراقي في هذا الوقت الصعب، في هذا الوقت الذي يمر فيه الوطن العربي بمرحلة مخاض، انا اعتبر المعرض من ضمن هذا المخاض، وصراحة لابد ان نجعل المجتمع يشاهد هذه اللوحات المعبرة، وانا ارى اناسا لاول مرة يحضرون هكذا معارض وهذه زيادة جديدة لما قدمه الفن العراقي من جمالية جميلة.
واضاف: الام هي.. الام ولا يمكن ان اقول اكثر من هذه الكلمة الكبيرة جدا، الام التي جعل الله الجنة تحت اقدامها، وحين نقدم هذه اللوحات في هذا المعرض في سبيل تقديم الام في معناها الحقيقي، وفي سبيل اغناء المشهد، واذا ماكانت اللوحات ترسم المعاناة الحياتية للمرأة العراقية فذلك لان المدة التي مضت جعلت المجتمع يحزن، سمة الحزن واضحة في هذه اللوحات ولكنه حزن شفيف، ليس عمقه، فالمجتمع العراقي مجتمع منفتح وتسوده الالوان الجمالية والواقعية
وتابع: هذا المعرض بالتأكيد حمل رسالة وهي ان الام باقية في الفن والمجتمع وفي عقل الفنان، وهذا جزء مهم من عمله لانه يقدم منهجا جديدا في مسيرة الفن العراقي.
وقال النحات سلام موسى: من الجميل ان نحتفي بالام في عيدها الجليل الجميل، وان نهدي لها خلاصة ابداعنا لانها تستحق اكثر من ذلك، ولا بد ان تحمل الذكرى تذكرة لما عانته المرأة العراقية خلال العقود الماضية والتي لم تعرف معها الراحة، هذا المعرض هو تقديم الاحترام للام التي تعبت كثيرا وما مشاركتي الا لتقديم انحناءة للام.