( لن اسامحك ....و لن اعود اليك ....ببساطة لأنني ادرك اليوم انك غير مذنب ...و انني لم اكن يوما قريبة منك ...لا داعي للأستمرار بهذا الحلم ....انا من عليها ان تتأسف ........).عند حرف الفاء غلبتها دموعها ....ارتجفت ....و طوت اوراقها على قلمها النازف دم الروح الازرق ....
تمنت لو انها تبكي الى ما لا نهاية ....تمنت لو انها تنشُج دون اعتراض ....لو انها تئن دون مواساة ...كانت تعي في تلك اللحظة ان البكاء لم يكن ندماً ...لم يكن اشتهاءاً لأحياء حلم ميت ....انما تعميدا ً لروح وُلدت من جديد ....ضعيفة.. لكنها متمسكة ٌبحياة .
سحبت منديلاً من حقيبتها ...عالجت به وجنتيها ..و عبثت ثانية بالحقيبة تبحث عن نظارتها الشمسية لتخفي بها بعضاً مما بها ...لم تجدها ...تلفتت الى جانبي مصطبتها ...انحنت تبحث عنها على العشب قريبا ً...لا شيء ...احست بالنهار يفضحها ...توسلت في اعماقها من اجل شيء من العُتمة ....
فكل خلية فيها كانت تستنجد :(نظارتي )!
- هل اساعدك بشيء سيدتي ؟
رن الصوت قربها فجفلت .....جمُدت ...لم تلتفت ....لم يكن صوتها مستعداً للخروج ...بل ان كل ذراتها رفضت التفاعل مع الغريب ...ولو بـ(لا ).....!
استمرت في تلفُّتها الارضي الذي بدا احمقاً ...عادت نفس الجملة لتعلن عن نفسها مرة اخرى انما بشكل اوضح و رنة اعلى ....
حملت حقيبتها ....و دون ان ترفع رأسها نحو الغريب ...نهضت عن المصطبة ...و مشت ....داست العشب ...و بكت من جديد ....هذي المرة كانت طفلة اخذوا منها (مكانها) ....رغم انهم يمتلكون كل (اماكن ) الكون ...
ما كل هذه الانانية ....ظلت تدوس العشب بانتقام ....
- لحظة .....!
انه الغريب يلحق بها من جديد .....ماذا يريد بربه ...ماذا ؟!
- لحظة اقول لكِ.......
توقفت دون ان تلتفت ...كانت تصر الا تعرفه ...مؤمنة ًان الملامح هوية .
احست به يقترب منها ....هو لم يجتزها كذلك ....بقي في الخلف ....و كمن قرأ ما لم تقله له ...مد ذراعه بصمت
...اقتبست بنظرها يده ....رأت في احضانها اوراقها و قلمها ....يا للــــــ........! لعنت ْ غباءها ....
تناولت رسالتها ....
و سمعت خطواته مغادرة من حيث اتتْ.
في تلك الليلة ...بكتْ طويلاً....كانت تتمنى لو انها التفتتْ لتراه ....