بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


قال تعالى ((يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا))مريم: 28..

لماذا نسب الله سبحانه وتعالى مريم الى هارون؟ ومن المقصود بهارون في الآية الكريمة؟

للمفسرين آراء في المقصود بهذا المعنى، ولعلّ الطبرسي في مجمعه قد أوضح أهم الأقوال التي قيلت بهذا الصدد:-
فقد جاء في مجمع البيان للطبرسي: ((« يا أخت هارون » قيل فيه أقوال ( أحدها ) أن هارون هذا كان رجلا صالحا في بني إسرائيل ينسب إليه كل من عرف بالصلاح عن ابن عباس وقتادة وكعب وابن زيد والمغيرة بن شعبة يرفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وقيل إنه لما مات شيع جنازته أربعون ألفا كلهم يسمى هارون فقولهم يا أخت هارون معناه يا شبيهة هارون في الصلاح ما كان هذا معروفا منك ( وثانيها ) أن هارون كان أخاها لأبيها ليس من أمها وكان معروفا بحسن الطريقة عن الكلبي ( وثالثها ) أن هارون أخو موسى (عليه السلام) فنسبت إليه لأنها من ولده كما يقال يا أخا تميم عن السدي ( ورابعها ) أنه كان رجلا فاسقا مشهورا بالعهر والفساد فنسبت إليه وقيل لها يا شبيهته في قبح فعله عن سعيد بن جبير))..

أقول ولعلّ الأقرب للمعنى هو القول الأول باعتبار انّ القوم ينسبونها الى عائلة تتصف بالعفة والتقوى وكذلك الى قوم تتّصف بهذه الصفات وعلى رأسهم ذلك الرجل الصالح المسمى باسم هارون أخو موسى، وما يؤيّد هذا القول إجابة النبي (صلّى الله عليه وآله) في الرواية الآتية:-

فقد تعرّض النبي (صلّى الله عليه وآله) لهذا التساؤل وأجاب عنه كما جاء في كتاب سعد السعود، لابن طاووس من كتاب عبد الرحمن بن محمد الأزدي: وحدثني سماك بن حرب عن المغيرة بن شعبة: أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) بعثه إلى نجران فقالوا: ألستم تقرؤون: "يا أخت هارون" وبينهما كذا وكذا؟ فذكر ذلك للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقال: ألا قلت لهم: إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين منهم..
وقصد النبي (صلّى الله عليه وآله) بأنّ هارون هذا هو رجل مسمى على اسم النبي هارون..
منقول