اتهمت صحيفة (الوطن) السعودية، رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والشيخ يوسف القرضاوي، بتنفيذ الاجندة الامريكية في المنطقة، في تفعيل دور الاخوان المسلمين في البلاد العربية والاسلامية، ودعمهم في الوصول الى السلطة في بلدانهم.

وقال محمد ال الشيخ في مقاله في الصحيفة في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، ان "جماعة الإخوان المسلمين كانت قد تحالفت مع أمريكا لحكم مصر، وتنفيذ الأجندة الأمريكية (الجديدة) في المنطقة، وأن مهندس الصفقة كان أردوغان. ويبدو أن الشيخ يوسف القرضاوي المصري سابقاً، والقطري حالياً، كان - أيضاً - جزءاً من الصفقة بصفته الحركية (رئيس التنظيم الدولي للإخوان المسلمين)".

وأكد ال الشيخ على ان "من مهام القرضاوي وتنظيمه تفعيل (أعضاء) التنظيم الدولي في المنطقة العربية، باستخدام الدين طبعاً، لإسقاط الأنظمة القائمة، واستبدالها بأنظمة إخوانية، ودعم المشروع (الأهم) وهو إلحاق جزء من سينا بقطاع غزة، وتمريره شعبياً فيما بعد، بحجة أن سينا جزءٌ من دولة الخلافة، وغزة كذلك، فلا مانع إذاً من أن ينتقل جزءٌ من مصر إلى غزة طالما أن مصر وغزة جزءان من (دولة الخلافة الكبرى)".

واعتبر ال الشيخ ان "القرضاوي يفقد رصانته ويجن جنونه ويشن حملة على العسكر في بلده، وعلى المساندة المالية التي جاءت لدولة ما بعد الإخوان من المملكة والإمارات والكويت، بحجة أن أموال المساعدات ذهبت (لذبح) المصريين؛ فقد عرف يقيناً أن دوره ودور (تنظيمه) في هذا المشروع سينكشف؛ وخلط الأوراق، والتباكي على دماء المقتولين، هو خياره الأخير للنجاة".

وتابع القول" من أهداف المشروع الأمريكي الجديد في المنطقة، وليس الهدف الوحيد طبعاً، وهو في الوقت ذاته الثمن الذي دفعه الإخوان ليحكموا مصر، وتدعمهم أمريكا، أن يُقتطع جزء من صحراء سينا المصرية المحاذي لإسرائيل، ويتم إلحاقه بقطاع غزة لتوسعته، ويجري تهجير من يُسمون (عرب إسرائيل) إليه؛ وهو ما يُعرف بـ(مشروع غزة الكبرى) والذي كان قسماً من مقترح إسرائيلي أوسع اقترحه اللواء احتياط (غيورا أيلاند) نشره في عهد شارون تحت مسمى (البدائل الإقليمية لفكرة دولتين لشعبين) والأيام القادمة كفيلة بفضح (وثائق) هذا المشروع، ودور الأخوان (الخطير) في تمريره؛ ولعل مشروع غزة الكبرى هو العائق الذي جعل الحكومة المصرية (تمنع) أهل سينا من تملك أراضيهم بوثائق مصرية رسمية حتى الآن كما هو معروف، حيث سيجري إلحاقه بقطاع غزة كما هو المخطط؛ فالأمريكيون لم يهرولوا خلف الإخوان عبئاً".

واعتبر ال الشيخ ان "المشروع الأمريكي الإخواني سقط، واضطر الأمريكيون إلى (الصمت) وإظهار الحياد في محاولة لتطويق تداعيات السقوط على سياساتها التقليدية في المنطقة، وخصوصاً أن الوثائق التي حصلت عليها السلطات المصرية بعد سقوط الإخوان، تفضح هذه الصفقة، ودور الأمريكيين وكذلك الإخوان فيها، سواء الشق المصري المتمثِّل بالجماعة في مصر، أو الشق الدولي الذي يرأسه الشيخ القرضاوي".

وهاجم ال الشيخ القرضاوي واصفا اياه " شيخ حركي حتى الثمالة، الدين والتدين في عرفه (سياسة) وليست عقيدة ولا حتى مبادئ؛ يتغيَّر ويُغيِّر فتواه حسب ما تتطلبه السياسة ومقتضياتها وألاعيبها؛ فقد رأينا كيف استخدم النصوص الدينية ولوى أعناقها ليُسقط الأنظمة السياسية في البلدان العربية، وإبدالها بأنظمة إخوانية، ورأينا كيف عاد ليستعمل نصوصاً أخرى، على النقيض منها، عندما هبّ ملايين المصريين ومعهم جيشهم لإسقاط مرسي، رئيس جماعة الإخوان، وتتبع قياداتهم، وتقديمهم للمحاكمة بتهمة (الخيانة العظمى) لتفريطهم بأرض مصر؛ فهو منذ البداية كان (خادماً) للمشروع الأمريكي في المنطقة، وهو في النهاية يُحاول جاهداً أن يتدارك ردود أفعال المصريين والعرب، وتطويقها بعد أن سقط المشروع، وسيتضح قريباً جداً وبالوثائق مدى مشاركة القرضاوي وتنظيمه لخدمة المشروع الأمريكي، كثمن لتمكين الإخوان من الحكم في البلدان العربية".

وكان الشيخ يوسف القراضاوي هاجم ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز والحكام العرب منهم حكام (الامارات والبحرين والكويت) وطالبهم "بالعودة الى الله".

واتهم القرضاوي "الداعية القطري من اصل مصري"، الملك عبد الله والحكام العرب بالضلوع بقتل المسلمين بقوله من خلال الاموال، قائلا "ان المسلمين يقتلون بملياراتكم"، وذلك اثر التغيير الاخير الذي وقع في مصر والاحداث التي ادت الى خلع الرئيس محمد مرسي وما تبعها من مصادمات دموية بين قوى الامن واتباع الرئيس المخلوع.

يذكر ان القرضاوي كان قد افتى "بوجوب تأييد مرسي" وحرم على المصريين "الخروج عليه"، كما وصف وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بـ"الخائن" الذي يقتل النساء والشيوخ والأطفال، وذلك في رسالة مصورة وجهها إلى الشعب المصري، وأذاعتها قناة الجزيرة القطرية.

وحرم يوسف القرضاوي استجابة المصريين للدعوة التي كان قد أطلقها الوزير السيسي للتظاهر الجمعة (الماضية) لتفويضه بالتصدي "للارهاب"، كما انتقد شيخ الأزهر وقال "انه مخطئ بتأييده الخروج على مرسي وعليه ان يراجع نفسه".

يذكر ان فتاوي القرضاوي كانت تصب كلها لصالح هؤلاء الملوك والحكام الذين يهاجمهم اليوم، وبالامس القريب كانت له سلسلة المواقف والفتاوى التي اطلقها ضد حزب الله والمقاومة الاسلامية والثورة البحرينية التي تطالب بالحقوق المبخوسة.
/3