مطلقتي
لم أكن أعرفها قط ولكن وجدتُ نفسي متزوجاً منها. في بداية الامر بكيت كثيرا وصرخت كثيرا غير أني لم أجد مخلصا لي من مخالبها. لقد أمسكت بي بيدٍ من حديد قابضة علي بقصد تقيدي ومنعي من الفرار لأبقى تحت عذاباتها المريرة متى ما تشاء.
كنت سليب القوة فلا تجد لدي إرادة ماشية في تلبية حاجة من حوائج جسمي وروحي بينما كانت كل الارادة والقوة في يد زوجتي او بالاحرى معذبتي. ابكي واستغيث واصرخ ولا مَن يسمعني او يفهمني الا قليلا قليلا. ماأدري كأنما بيني وبين زوجتي وسائر الناس قارة وبحار، أو كأنما كل واحد منا كوكب نائية عن الآخر.
لا احب زوجتي هي ايضاً لا تحبني ولكن من يوعز لها أن تتزوج مني رغم رفضي وكرهنا لبعضنا البعض. من سيرها عدوة غالبة معذبة وجعلني عاجزا ذليلا لاحول لي ولا قوة بين قبضتها الحديدية الجهنمية؟
على كل ؛ كيف تعتقدون او تظنون ان زواجاً كزواجي هذا مكتوب له النجاح وهو يُكلل بالسعادة السعيدة؟ رب قائل يقول طلقها. ولقد خطرت ببالي الفكرة المقترحة من قائلنا كثيرا غير اني لا اجد محكمة الجأ اليها ولا قضاة ويحكمون بيننا...ولا اجد اصلا مجالا للفرار حتى افرُ...
ها أنا قد كبرت و بلغتُ الكهولة ولقد أنجبتْ الزوجة المعذبة اولادا كثيرة وكلنا نعيش في سجنها. وأما الاقبح في القضية هو خيانتها لي أمام عيوني. فلقد ارتكبت الجريرة تكرارا وتكرارا مع القريب والبعيد...ولا رادع لها لا اخلاق يمنعها ولا دين ولا اعراف...وتضحك مني اذ احرق اعصابي غضباً من فعلتها ...فهي لا ترضى بمضاجتي لها الا في السنة مرة بينما هي كل يوم في حضن واحد!!
على اي حال هي عدوة وليست عشيقة او زوجة وقد يصدق ان قلت هي بلاءٌ ومصيبة نازلة عليَ وإلا فما رأيتُ منها غير الإساءات المتكررة ليل نهار والجوع واللاتمكين والخيانات...
أقول في نفسي من أنزل كذا بلاء علي رأسي؟ من زوجني من عفريت نتن ٍ؟ ولكن لا إجابة لي. ما أدري هل تفكر أني أقبل بها زوجة مع كل هذا العذاب التي تذيقني إياه؟ اظنها تعتقد انها زوجتي الكريمة الشرعية ...وانا اعتقد انه خيانة كسائر خياناتها وليس زواجا... لهذا مرارا مرارا صرخت في وجهها: طالق طالق طالق...لكنها تضحك مني...واظل صارخا :طالق طـ......وتضـ...طالق...طالق...طال ...بالالف طالق...
ع ع الأهواز2013