كما ترى الناس هم يرونك ..
~اا كمآ نراهم يكونون اا~~
كان النبي _صلى الله عليه وسلم_ مؤكداً في سلوكه وتوجيهه نحو هذا المعنى الهام، ففي الحديث أنه _صلى الله عليه وسلم_
كان إذا حدث أحداً جعله تلقاء وجهه وأصغى إليه وأنه إذا أمسك بيد أحد لم يكن ليتركها حتى يكون الآخر هو الذي يترك يده،
وأن الأمة كانت تأخذ بيد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وتذهب به حيث شاءت، وأنه استجاب للحباب بن المنذر في رأيه في مكان التخييم ليلة بدر،
واستجاب لنصيحة سلمان يوم الخندق، وأنه _صلى الله عليه وسلم_ لطالما يذكر قيمة أصحابه، ويشكر أفعالهم، ويعرفهم قيمة دورهم، ويثمن سلوكياتهم النبيلة
فيقول لعثمان لما جهز جيش العسرة " لا يضره ما فعل بعد اليوم "، ويسمي خالد " سيف الله المسلول "،
ويقول عن أبي بكر: " لو وزن إيمانه بإيمان الأمة لرجحت كفة أبي بكر " ويقول عن عمر: لو أن نبياً بعدي لكنت أنت ياعمر.. إلى غير ذلك من دلائل تقديره لأصحابه وتعريفهم لأهميتهم عنده وبين الناس..
إن العلماء يؤكدون أن معاملتنا للناس تعتمد بشكل كبير على ما نعتقده فيهم وكلما زاد اهتمامنا بالناس
وتقديرنا لهم زاد ميلنا إلى احترامهم وإلى وضع آرائهم ومشاعرهم موضع الاعتبار، وعندها ستكون تعاملاتنا قابلة للارتفاع فوق مستوى الاهتمام المتبادل والفهم والزمالة المتبادلة إلى الحب والاحترام والتعاون...
وثق أن أكثر الناس قدرة على التأثير على الناس هم أولئك الذين يؤمنون بأهمية الناس، ويرون فيهم أشخاصا مهمين بالفعل مهما كان دورهم في الحياة.