TODAY - March 20, 2011
تساؤلات عن سر العلاقات الوطيدة بين حزب العمال ونظام القذافي
المخابرات البريطانية حرست سيف الإسلام خلال دراسته في لندن
سيف الإسلام القذافي
ايلاف
كشفت معلومات إعلامية عن قيام جهاز المخابرات البريطاني "إم آي 6" بتقديم الحماية لسيف الإسلام القذافي عندما كان متواجداً في لندن للدراسة.
في وقت بدأت تتخذ فيه قوات التحالف مجموعة من الإجراءات التي تعني بوضع حد للهجمات التي تشنها القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي على المواطنين المدنيين، لا سيما في مدينة بنغازي، أثيرت ليلة أمس موجة جديدة من التساؤلات حول العلاقات الوطيدة التي كانت تربط حزب العمال البريطاني بالنظام الليبي، بعد أن أزيح النقاب عن أن سيف الإسلام، نجل العقيد الليبي، كان يحظى بمساعدة خاصة من جانب جهاز المخابرات البريطاني "إم آي 6" عندما كان طالباً في لندن.
وذكرت صحيفة ميل أون صنداي البريطانية اليوم أن تلك الخطوة جاءت بعد طلب تقدمت به ليبيا، التي كانت ترغب في حماية نجل القذافي الثاني، لدعم مهمته كمفاوض غير رسمي مع الحكومة البريطانية. وأوضحت أن جهاز المخابرات السري وافق على تكليف أحد ضباط الشرطة بمرافقة سيف الإسلام، خشية تعرض حياته للخطر.
كما حصل سيف الإسلام على أحد أرقام الهواتف السرية لاستخدامه وقت اللزوم. ومن المنتظر أن يُزيد الدور الذي لعبه "إم آي 6" في هذا الجانب من حدة التخمينات التي تتحدث عن أن حكومة توني بلير كانت مستعدة لفعل كل ما بوسعها لإرضاء نظام القذافي. وكان سيف الإسلام قد وصل إلى المملكة المتحدة في صيف عام 2002 عندما بدأ دورة ماجستير لمدة عام واحد، ثم الحصول على درجة الدكتوراة بعد دراسة استمرت على مدار أربعة أعوام، في مدرسة لندن للاقتصاد، التي كانت تتفاخر بعلاقات وثيقة تربطها بشخصيات بارزة في حكومة حزب العمال آنذاك.
لقاء القذافي بلير
ورغم إقدام بريطانيا على قطع علاقاتها التجارية الرئيسية مع نظام القذافي في أعقاب تفجير لوكيربي ومقتل الشرطية البريطانية ايفون فليتشر خارج السفارة الليبية في لندن عند قدوم سيف الإسلام إلى لندن، إلا أن الحماية الخاصة التي مُنِحَت له تبين أنه كان متواجداً بمعرفة وموافقة الحكومة البريطانية، وذلك من أجل المساعدة في التفاوض على إتفاق يعني بإزالة الحواجز التجارية بين لندن وطرابلس.
وقال ليلة أمس مايك أوبراين، الذي كان يشغل حينها منصب وزير الخارجية، إنه كان على علم بوجود سيف في لندن. واعترف كذلك بأنه قد سبق له عام 2003 أن التقى بسيف الإسلام في مبنى وزارة الخارجية خلال مناقشات مع موسى كوسا، الذي كان يعمل وقتها رئيساً للمخابرات الليبية. ونقلت الصحيفة في الإطار ذاته عن مصدر سبق له العمل مع القذافي الصغير قوله "عُيِّن له حارس شخصي يتقاضى راتبه من الحكومة البريطانية. وكان يؤدي هذا الحارس مهام عمله سراً، وقد اتصل به جهاز إم آي 6 للقيام بهذا العمل". وهو الإدعاء الذي نفته الحكومة بشكل صريح.
كما أشار هذا المصدر إلى أنه كان شاهداً على اجتماع سبق لسيف الإسلام أن أجراه مع رجال أعمال غربيين، من بينهم رجل زَعم أنه من العاملين بشركة الشركة البريطانية للطيران والفضاء (بي أيه إي سيستمز) في منزله الراقي في مقاطعة نايتسبريدج البريطانية. وكذلك شخص آخر قيل إنه يمثل شركة النفط الأسترالية وودسايد للطاقة. وقد تم عقد هذين الاجتماعين المزعومين قبل عامين من إعادة فتح بريطانيا لعلاقاتها التجارية مع ليبيا، بعد اجتماع توني بلير الشهير مع العقيد القذافي في الصحراء الليبية عام 2004. ورغم تأكيد شركة بي أيه إي سيستمز على إجرائها مفاوضات مع ليبيا في الوقت الذي كان يتواجد فيه سيف الإسلام في لندن، إلا أنها رفضت القول ما إن كان لنجل القذافي دوراً في تلك المفاوضات أم لا.