TODAY - March 20, 2011
ترحيب يمني بالوساطة السعودية
حزب صالح يتخلى عنه.. واستقالات بالجملة


ايلاف - صنعاء
تستمر أجواء الحزن والغضب في اليمن بعد المجزرة التي قامت بها القوات الأمنية بحق المدنيين المحتجين، والتي راح ضحيتها 52 قتيلاً وعشرات الجرحى. في حين أعلن عدد كبير من أعضاء الحزب اليمني الحاكم إستقالاتهم من مناصبهم ومن بينهم 3 وزراء، في حين أعلن عن ترحيب يمني بوساطة سعودية خليجية لحل الأزمة.
تستمر أجواء الحزن والغضب في اليمن بعد المجزرة التي قامت بها القوات الأمنية بحق المدنيين المحتجين، والتي راح ضحيتها 52 قتيلاً وعشرات الجرحى. وقد انضم "القطاع الخاص" في اليمن ممثلا بالاتحاد العام للغرفة التجارية والصناعية الى الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.
وفي تحول ملفت، دعا الاتحاد العام للغرفة التجارية والصناعية اليمنية السلطات الى "الاستجابة لمطالب الجماهير وتنفيذها دون ابطاء".
وشدد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه على ضرورة "محاسبة المتسببين في اراقة الدماء وتجنيب اليمن المزيد من المعاناة".
واكد ان "القطاع الخاص يرى ان التغيير اصبح ضرورة لإنتشال البلاد من الوضع المتردي، وايجاد نظام عادل فيه كل ابناء اليمن سواسية، خال من الفساد والظلم".
واضاف بيان الاتحاد ان "سوء الادارة والفساد المالي والاداري وضعف القضاء وعدم استقلاليته والتسلط والظلم والمحسوبية اثرت بشكل سلبي ومباشر على أداء القطاع الخاص ومساهمته في تطوير وتنمية اقتصاد البلد".
وقتل 52 متظاهرا واصيب اكثر من 120 بجروح في العاصمة اليمنية الجمعة برصاص قناصة ومسلحين قال المتظاهرون انهم "بلطجية" مناصرون للسلطة.
واعلن الرئيس اليمني الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما حالة الطوارئ.
وتقول منظمة العفو الدولية ان العدد الاجمالي للقتلى منذ بدء التظاهرات ضد النظام نهاية كانون الثاني- يناير بلغ 80 شخصا.

مبادرة أخيرة


علي عبد الله صالح

من جهة أخرى، أعلنت مصادر يمنية مطلعة أن هناك حديثاً عن إحتمال لجوء الرئيس اليمني إلى إعلان مبادرة أخيرة تقضي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة نهاية العام الجاري يشرف عليها صالح ولا يشارك فيها لضمان انتقال سلمي وسلس للسلطة.
وجاء ذلك بعد أن شكلت مجزرة ساحة التغيير في صنعاء التي وقعت الجمعة تحولا خطيرا ليس فقط في الأعداد المتزايدة من الضحايا الذين سقطوا جراء قمع التظاهرات، ولكن لكونها نقلت حالة الاحتقان من ساحات الاحتجاجات المطالبة برحيل النظام إلى أروقة الحزب الحاكم وأوساط أنصاره الذين أعربت الأغلبية الساحقة منهم عن حالة استياء وغضب لما شهدته ميادين الاحتجاجات من قمع.
فقد استقال نحو 20 نائبا برلمانيا حتى الآن من الحزب الحاكم، اضافة الى استقالة ثلاثة وزراء وعضو مجلس شورى وسفير اليمن في لبنان ونائب مندوب اليمن في المقر الاوروبي للأمم المتحدة بجنيف ورئيسي مؤسستين اعلاميتين من الحكومة والحزب، ورئيس دائرة العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الحاكم ووزراء سابقين وشيوخ قبائل وشخصيات اجتماعية استقالوا من حزب المؤتمر الشعبي العام.
وكانت آخر الإستقالات اليوم بعد أن قدمت وزيرة حقوق الانسان في اليمن هدى البان إستقالتها من منصبها الحكومي ومن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم احتجاجا على قمع المتظاهرين، بحسب ما أعلنت في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه.
وهذه الاستقالة هي الثالثة من الحكومة اليمنية منذ بدء حركة الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام الرئيس اليمني، بعد استقالة وزيري الاوقاف حمود الهتار والسياحة نبيل الفقيه.
وكان وزير السياحة اليمني نبيل الفقيه الذي استقال من منصبه ومن الحزب الحاكم عقب مجزرة الجمعة قد اقترح على الرئيس صالح إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة قبل نهاية العام يشرف عليها الرئيس صالح ولا يشارك فيها.

حداد وطني


وكان الرئيس اليمني أعلن أن اليوم الأحد هو يوم حداد وطني على من سماهم بـ"شهداء الديمقراطية"، بينما ينتظر أن تشيع اليوم جثامين القتلى الـ52 الذين سقطوا برصاص مسلحين في ساحة التغيير ووصفهم إعلان الحداد بـ"شهداء الديموقراطية".
وأعرب صالح عن اسفه لسقوط قتلى وقرر تشكيل لجنة تحقيق في اسباب مقتل الضحايا، بيد انه نفى مسئولية قواته عن اطلاق النار على المعتصمين وسقوط الضحايا .
وبعد ساعات من اعلان حالة الطوارئ في اليمن لمدة 30 يوما عقدت لجنة الطوارئ العسكرية والامنية أول اجتماع لها في صنعاء برئاسة نائب رئيس الجمهورية اليمني.
من جانبها قالت المعارضة اليمنية ان لم يعد هناك اي امكانية للتفاوض مع نظام الرئيس اليمني.
واعلنت قيادات المعارضة اليمنية إنضمامها لمئات الآلاف الذين احتشدوا في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء، مؤكدين تمسكهم بمطالبهم برحيل صالح ونظامه، ومتجاهلين حالة الطوارئ التي فرضت على البلاد.

ترحيب بالوساطة السعودية
في سياق متصل، رحب مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية، لم تذكر وكالة الانباء اليمنية "سبأ" إسمه، بوساطة السعودية ودول مجلس التعاون بين الأطراف السياسية في اليمن، مؤكدا أن تلك الوساطة مرحب بها على الدوام.
وقال المصدر "ان من يقفون وراء الحادث المؤسف اول من أمس في حي جامعة صنعاء، كانوا يحاولون إفشال تلك الوساطة وإثناء الأشقاء في السعودية ودول مجلس التعاون عن الاستمرار في جهودهم الخيرة للوساطة وتقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية اليمنية لما يجنب اليمن الفتنة".
وأشار المصدر إلى "أن هناك تواصلا مع الأشقاء في السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حول تلك الوساطة ولما فيه مصلحة اليمن والمنطقة".
ونقلت مصادر في منطقة حرض "أن 7 مدرعات عسكرية سعودية و17 سيارة "هامر" مدرعة دخلت البلاد امس السبت قادمة من المملكة العربية السعودية عبر منفذ الطوال". وقال المصدر "إن هذه المدرعات واصلت طريقها عبر خط حرض ـ الحديدة".
وتأتي هذه التعزيزات العسكرية السعودية في وقت تشهد فيه البلاد مزيداً من التطورات على الصعيد المحلي والدولي. وكانت مصادر مشابهة أكدت خلال الأيام الماضية وصول حملة عسكرية عبر البحر وصلت إلى باب المندب في عدن عبارة عن 300 قطعة عسكرية مدرعة خاصة بمكافحة الشغب.