بذور القنب: أدخِلها فوراً إلى غذائك
هل تبحث هذا الصيف عن مادة غذائيّة سوبر فعّالة يمكن أن تؤمّن لجسمك قيمة غذائيّة عالية ومنافع صحّية عظيمة؟ إستعن إذاً وبدءاً من اليوم ببذور القنب المعروفة بالـ Hemp Seeds. لكن لمَ هذا الإصرار المُلحّ على هذه المادة الغذائيّة؟ هل هي بالفعل مهمّة للإنسان؟
في حديث خاصّ لـ"الجمهورية"، قالت إختصاصيّة التغذية ميراي رزق قرباني: "إزداد الإقبال على بذور الهمب في عدد كبير من البلدان خصوصاً في متاجر الولايات المتحدة الأميركيّة، حيث يمكن أن نجدها بأشكال متعدّدة كالبذور والبودرة والحليب والزيوت والزبدة".
محتواها الغذائي والصحّي
واستكملت حديثها: "لقد وصف العلماء هذا النوع من الأغذية، بالمادة السوبر صحّية التي يجب إدخالها بإنتظام إلى نمط حياتنا. في الواقع، تمكّنت الدراسات التي أجريت على الهمب من الكشف عن الخصائص التي تتمتّع بها، وأبرزها:
- إنّها مصدر قويّ للبروتينات: إنّ بذور الهمب مغلّفة بنسبة كبيرة من البروتين العالي الجودة وجميع الأحماض الأمينيّة الأساسيّة التي يحتاج إليها جسم الإنسان. إنّ تناول فقط ملعقتين من بذور الهمب سيؤمّن لك 5 غرامات من البروتين، أي ما يساوي تقريباً الكمية الموجودة في كلّ بيضة والتي تبلغ 6 غرامات من البروتين. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه البروتينات هي سهلة الهضم.
- تحتوي على الدهون الجيّدة: إنّ بذور القنب غنيّة بالأحماض الدهنيّة الأساسيّة مثل الأوميغا 3 التي تساعد على خفض إحتمال الإصابة بالكآبة وتقليص عوامل التخثّر المرتبطة بزيادة فرص الإصابة بأمراض القلب.
من جهة ثانية، يُعتبر الهمب مصدراً جيّداً للأحماض الدهنيّة الأساسيّة الأوميغا 6 التي تؤدي دوراً لا مثيل له في السيطرة على معدل ضغط الدم المرتفع والحدّ من الإلتهابات. لذا وما يدفعنا أكثر إلى تناول هذا النوع من البذور، أنّه يساعد على التوازن بين الأوميغا 3 و6 وبالتالي يشكّل عاملاً رئيسيّاً لضمان صحّة جيّدة خالية من الأمراض.
- الفيتامين E: تؤمّن بذور الهمب كمية مذهلة من هذا الفيتامين الذي يُعد مضاداً قويّاً للأكسدة ومحارباً فعّالاً لعمليّة الأكسدة. تبيّن أنّ الفيتامين E يساعد في الحماية من أمراض القلب والسرطان والضمور البقعي المرتبط بالتقدّم في العمر.
- الماغنيزيوم والحديد والبوتاسيوم: الأمر لم يتوقّف عند الفيتامين E والبروتينات والأحماض الدهنيّة الأساسيّة الأوميغا 3 و6، إذ إنّ بذور الهمب غنيّة بمعدن الماغنيزيوم الذي لا غنى عنه من أجل الحفاظ على أداء طبيعي للعضلات والأعصاب، وضمان الجهاز المناعي الصحّي ودقّات قلب طبيعيّة وبناء عظام قويّة.
أمّا الحديد فهو أساسيّ من أجل نقل الأوكسيجين إلى مختلف أعضاء الجسم والوقاية من الأنيميا. في حين أنّ معدن البوتاسيوم يساهم في تحقيق التوازن بين السوائل والإلكتروليت، وقد أثبتت الأبحاث أنّه يؤدي دوراً كبيراً في الوقاية من إرتفاع ضغط الدم.
- يُعد الهمب مصدراً مهمّاً للمغذّيات النباتيّة المعروفة بالـ Phytonutrients التي تتميّز بمنافع صحّية متعدّدة، من بينها حماية الجهاز المناعي والأنسجة ومجرى الدم والخلايا والبشرة ومختلف أعضاء الجسم.
كيف نستفيد من منافع هذه البذور؟ أجابت قرباني: "إنّ هذا النوع من المواد الغذائيّة متعدّد الإستعمال:
- يمكن إضافة بذور الهمب إلى اللبن أو رقائق الذرة أو سَلطة الخضار أو العصائر.
- هل تحتاج إلى كمية إضافية من البروتين قبل بدء نشاطك البدني؟ إستعِن بملعقة من بودرة القنب.
- يمكن تحميص القليل من بذور القنب وإضافتها إلى طبق السلمون، ما يُضاعف كمّية الأوميغا 3 التي تزوّد بها جسمك.
- إستخدام طحين القنب في صناعة الخبز والكوكيز والمافين...
- للإستمتاع بسناك صيفيّ بإمتياز، ضع بذور الهمب والحمّص وعصير الحامض والثوم وزيت الزيتون والكمّون في الخلّاط، من أجل الحصول على حمّص الهمب. إستمتع بهذا الطبق مع مجموعة منوّعة من ألذّ الخضار.
- إذا أردت الحصول على بديل فعّال لحليب البقر أو الصويا، يمكنك الإستعانة بحليب القنب".
وختاماً علّقت إختصاصيّة التغذية ميراي رزق قرباني: "إنّ تسليط الضوء على منافع بذور الهمب لا يعني مطلقاً أن تتخلّى عن غيره من الحبوب وعلى رأسها الكينوا والتشيا. فهذان الأخيران بدورهما يتمتّعان بقيمة غذائيّة لا تُثمّن شبيهة كثيراً ببذور القنب.
يكفي التنويع في ما بينها وإدخالها بإنتظام إلى غذائك، حتّى ينبض جسمك صحّة جبّارة تتحدّى أيّ نقص في الفيتامينات والمعادن من جهة، وقادرة على محاربة أخبث الأمراض من جهة أخرى".