TODAY - March 19, 2011
رجال دين يفرضون رسوماً على مرتادي محاضراتهم
الكوارث الطبيعية تجلب الشهرة والمال للوعاظ والمتنبئين بنهاية العالم
تحمل الكوارث الطبيعية في ثناياها القليل من الفوائد. ومقتنص الفرص الناجح هو الشخص الذي يرى في هذه الكوارث
وسيلة للشهرة ولتعزيز حساباته البنكية.
ويأتي وعاظ الدين في قائمة المستفيدين من ترويج فكرة نهاية وشيكة للعالم. فهؤلاء احتلوا مساحات واسعة من شاشات التلفزة مع حلول الكارثة الهائلة على اليابان، مستندين في تحاليلهم إلى نبوءات الكتب المقدسة. وقد يستفيضون في إضفاء الطابع الديني على تفسير الاضطرابات السياسية، وارتفاع أسعار النفط، والحروب الأهلية.
نمو كبير في التنبؤات
وشهدت الصفحة المخصصة لتنبؤات اقتراب نهاية العالم على موقع RaptureReady.com نموا كبيرا في عدد الزوار خلال الربع الأول من عام 2011. وبدأت دار النشر "تيندال هاوس" تكثيف خططها لطبعات جديدة من سلسلة روايات "المتروكون" التي تروّج أفكارا عن أن أحلك فترات التاريخ ظلاماً على وشك المجيء. وتتألف السلسلة من 16 رواية عن كيفية التعامل مع التنبؤات حول نهاية العالم، وباعت أكثر من 65 مليون نسخة.
وقال نائب الرئيس للمبيعات في "تيندال هاوس" ديفيد أندرودي "إن الطبعات الجديدة تتميز بأغلفة وعناوين جديدة تعكس أحدث المتغيرات في العالم، ومن العنوانين الحديثة: هل نعيش نهاية العالم؟".
ويربط المؤلف المشارك للسلسلة تيم لاهاي بين الكوارث في اليابان وتنبؤات الكتاب المقدس، مشيرا إلى أن "الإنجيل يخبرنا بأن واحدة من علامات الأيام الأخيرة للحياة هي زيادة نشاط وشدة الزلزال".
واكتسبت مبيعات كتاب "الإمام الثاني عشر" للمؤلف جويل روزنبرغ زخما مرة أخرى بعد الإصدار الأول في نهاية العام الماضي"، واللافت أن بطاقات لحضور ندوة في القدس لروزنبرغ الذي تتركز كتاباته على التبشير بظهور علامات نهاية العالم، نفدت قبل شهرين من موعد الحدث.
حماس بين القساوسة الأمريكيين
ودب الحماس بين القساوسة الأمريكيين بعد زلزال اليابان على غرار ما أصابهم بعد وقت قصير من هجمات 11 سبتمبر، ورأى البعض منهم أن الزلزال كان تمهيدا لعودة المسيح إلى الأرض، ومن شأنه أن يؤدي إلى نهاية العالم. وشهد الموقع الإلكتروني للقس جون هاجي من سان انطونيو بولاية تكساس إقبالا كثيفا من قبل متصفحي الإنترنت، الأمر الذي سمح له بالترويج لأفكاره، وإضافة وصلات لشراء كتبه ومنشوراته وحلقاته الدراسية، منها رابط لشراء "دي في دي" حمل اسم "هرمجدون المالية" بقيمة 12 دولارا، ورابط لتسجيل حضور حلقة دراسية في سكرامنتو في نيسان/أبريل مقابل 10 دولارات.
وهاجي هو أحد كبار قساوسة كنيسة كورنرستون التي يبلغ عدد مرتاديها الدائمين 19 ألف شخص. وينشط في نشر العظات الدينية التي تتطرق إلى التطورات التي يشهدها العالم حاليا، وآخرها كانت تتعلق بالانتفاضة في مصر، وتضمنت العبارات التالية "كونوا على أهبة الاستعداد! كوكب الأرض على وشك أن يصبح ملعبا لأعداء المسيح والنظام العالمي الجديد. احذروا ظهور المسيح الدجال في أوروبا في أي وقت ممكن، صلوا!".
ويؤمن بعض المسيحيين أن عودة السيد المسيح مقدمة لنهاية العالم. ويقول أستاذ اللغة الإنجليزية في جامعة ولاية أوريغون دانيال وجسيك، مؤلف كتاب "نهاية العالم كما نعرفه: الايمان، والايمان بالقضاء والقدر، ونهاية العالم في أمريكا"، إن الاهتمام الحالي في نهاية العالم أصبح نمطا.
إشارات إلهية إلى نهاية العالم
ويضيف أن "الصراع أو الاضطراب في الشرق الأوسط و انتشار الموت والدمار هي إشارات إلهية إلى نهاية العالم". ويلفت إلى أن "القوة المتزايدة للانترنت تتيح نشر المعتقدات المدمرة والأفكار المروعة في كل مكان".
ومن المعروف أن صاحب الفضل لأفكار وجسيك هو زميله هارولد كامبينغ، الذي تنبأ منذ عدة سنوات بارتقاء المسيحيين الصالحين إلى الجنة في 21 مايو/أيار 2011، على أن يتم تدمير العالم يوم 21 أكتوبر 2011. لكن كامبينغ لا يتقاضى أي مبلغ مقابل توقعاته المنشورة على موقعه، ويمكن تحميل جميع المواد المتوافرة على الموقع مجانا.
الخدمة المجانية ليست لها مكان في قاموس مؤسس موقع RaptureReady.com تود ستراندبرغ الذي أكد زيادة عدد زوار موقعه بنسبة 20% خلال الشهرين الماضيين. وعزا نجاح موقعه إلى أنه يبرع في قطع الفاكهة التي تقع في طريقه، وحاليا هي نشر معتقدات نهاية العالم.