كيف تكتب إذن ؟
خلاف نجده كثيرا ، وهو في الحقيقة ليس وليد عصرنا ، لكنه خلاف قديم بين القدماء
سنحاول أن نتعرف عليه وعلى أسبابه ثم نبين الرأي الأمثل
الرأي الأول يقول إنها تكتب بالألف ( إذاً )
والأسباب التي دفعتهم لذلك هي ما يلي :
الخلاف في الوقف عليها
ـ عندما نقف عليها ننطقها ألفا كما يحدث عند نطق الكلمات المنتهية بالتنوين المنصوب نحو : " إن الله كان عليما حكيما "
ـ وهي تشبه النون الخفيفة في مثل قوله تعالى : " لنسفعا بالناصية "
الخلاف في أصلها
ـ والسبب في الاختلاف في موضوع الوقف عليها عائد إلى الاختلاف في أصلها ، فمنهم من قال أن النون فيها هي تنوين عوض
فقولنا : إذن أكرمك أصله ( إذا جئتني أكرمك ) ، أي يتكون من إذا الشرطية وجملة ، ثم حذفت الجملة وعوض التنوين عنها وأضمرت أن
ـ ممن قال بهذا الرأي ابن قتيبة القائل : " أحب أن تكتبها بالألف على كل حال ، لأن الوقوف عليها بالألف على كل حال
الرأي الثاني يقول بكتابتها بالنون دوما
وأسبابهم هي
ـ أن النون فيها ليست بمنزلة التنوين ولا بمنزلة النون الخفيفة فتجري مجراها في قلبهها ألفا ، إنما هي أصل من نفس الكلمة
ـ ولأنها إن كتبت بالألف أشبهت ( إذا ) الظرفية فوقع اللبس بينهما
وهذا أيضا عائد إلى الخلاف في أصلها
فإنهم قالوا إنها تتألف من إذ و أن ، ثم حذفت الهمزة تخفيفا فأصبحت إذن
فالنون أصل فيها ، ولهذا تلفظ نونا حتى عند الوقف ، وتكتب بالنون ، وهي ناصبة بنفسها لا بإضمار أن
ـ من القائلين بهذا الرأي أبو العباس المبرد ، وهو صاحب القول المشهور : أشتهي أن تكوى يد من يكتب ( إذن ) بالألف
الرأي الثالث يقول :نكتبها بالألف إن كانت مهملة ، أي حرف جواب فقط
وبالنون إن أعملناها لتنصب الفعل المضارع ، أي تكون جوابا وجزاء
والرأي : الأخذ بالرأي القائل بكتابتها بالنون دوما