الشاعرية
ذات مرة تشاجرالحمارُ والعندليب مـَن منهما أشعرُ؟! ولما إشتد الجدلُ ولا احد يستطيع إقناع الآخر برأيه إحتكما الاثنان إلى جمهورٍ من الحيوانات كانت جالسة في حضرة الأسد...
وقفُ الاسدُ بين الحُضار وأعلن عن جلسة مشاعرة تنافسية بين الحمار والعندليب، وطلب من العندليب أن يقرأ شعره على مسامع الجمهور الكريم. وبدأ العندليب بقرآءة شعره مغرّداً عواطفه النابعة من قلبٍ شاعر..ثم مكثَ حتى يعطي الدورَ لمنافسه..إذ ذاك إعتلى الحمار منصة الشعر وشَرع بقرآءة شعره ناهقاً بصوتٍ قويٍ جداً فكاد أن يزلزل الغابة زلزالاً فصفقت الحيوانات مندهشة معجبة بقدرة الحنجرة...
وعاد الدور للعندليب فغرّد ولكن ضاع صوتهُ في همهمة الحيواناتِ فلم يسمعه إلا قليلاً ثم سلّم الدور للحمار..ونهق الحمار نهيقاً عالياً فهزّ المكان هزاً فصُعقت الحيوانات صعقاً فصفقت تصفيقا..ثم أعطى الدور للعندليبِ..فغرد ولكن بلا صوت..وإستعاد الحمار المنصة ناهقاً..
بعد نهيق الحمار وقف الاسد بين يدي الجمهور وسألهم : مَن هو الأشعر؟ فصاح الجمهور المثقف من الحيواناتِ : الحمار...الحمار...
وهكذا صار الحمار الأشعر بين جميع الحيوانات...
ع ع الأهواز2013