شمس النرويج تشرق منتصف الليل
حركة الشمس في ليل ونهار الصيف بالمناطق الشمالية
في الوقت الذي بقيت فيه مقولة "شمس في منتصف الليل" متداولة في الأدب ولغة الشعر للدلالة على مكانة المحبوب، أو للدلالة على وضوح المعنى بشكل لا لبس فيه أو غموض، فإن هذه المقولة لها رصيد من الواقع في المناطق القطبية وعدد من الدول الشمالية بما فيها شمال النرويج وألاسكا وفنلندا.
وتستقطب هذه الظاهرة في تلك المناطق عشرات الآلاف من السياح. ففي النرويج على سبيل المثال، تقول مسؤولة متابعة نمو السياحة بالمعهد الوطني النرويجي هيلدا نودبي إن الحركة السياحية في الصيف تشهد نشاطاً كبيرا لا سيما وأن النرويج تتمتع بطبيعة خلابة خاصة في المناطق الشمالية الغربية، كما أنها تستقبل ظاهرة فريدة من نوعها يطلق عليها اسم "Midnight Sun" أو "شمس منتصف الليل".
ففي دول النرويج والسويد وفنلندا وأيسلندا وألاسكا الواقعة على خط عرض 66 درجة شمالاً -وهو خط المناطق القطبية- تظهر الشمس منتصف الليل وهي على شكل قرص كامل الاستدارة حيث يرى أهالي هذه المناطق شروق وغروب الشمس في نفس النقطة (أي الاتجاه) وهو اتجاه الشمال، إذ تكون الشمس عند الأفق الشمالي تماما منتصف الليل.
وتستمر شمس منتصف الليل في الظهور تبعاً لموقع المنطقة، فشمال النرويج يشهد "شمس منتصف الليل" من 20 أبريل/نيسان إلى 21 أغسطس/آب في كل عام.
محاولة أشعة الشمس اختراق ليل النرويج وأشارت نوردبي إلى أن النرويجيين اعتادوا في أول ظهور "شمس منتصف الليل" أن يحتفلوا بهذه المناسبة عبر أنشطة متعددة ومسابقات رياضية وألعاب.
كما تشهد المناطق الشمالية للدول الإسكندنافية وعلى محاذاتها في كندا أجواء فريدة من نوعها تتمثل بطول الليل وبقائه وغياب النهار عدة أشهر في فصل الشتاء، وبطول النهار وبقائه وغياب الليل عدة أشهر في الصيف.
وتختلف المدة نظراً للموقع الجغرافي ومدى القرب من القطب الشمالي، إلا أن المناطق الواقعة في القطب الشمالي تشهد نهارا دائما بدءا من 22 مارس/آذار حتى 22 ديسمبر/كانون الأول، وظلاما دائما من 23 ديسمبر/كانون الأول حتى 21 مارس/آذار.
وعلى نقيض شمس منتصف الليل تتسم ليالي الشتاء في هذه البلدان بظلمة حالكة وطويلة تبعث في نفوس أهالي تلك المناطق الكثير من الكآبة والأمراض النفسية، ويرجع علماء الاجتماع هنا أغلب حالات الانتحار في مثل هذه البلدان إلى عامل المناخ وطول فترات الظلام.
ويفد كثير من السياح إلى هذه المناطق لمجرد إلقاء نظرة على عظمة الخالق، والتمتع بجمال أشعة الشمس التي تريد كسر الظلمة الحالكة في تلك المناطق لتشكل اختراقات الإشعاعات البسيطة منظراً بديعا يأخذ بالألباب.
...............
مما قرات