بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين



من اقوال الامام علي (ع)‏



انكب الحسن (ع) على أبيه يقبّله وقال له :

يا أباه !.. هذا عدو الله وعدوك قد أمكن الله منه ، فلم يجبه وكان نائما ، فكره أن يوقظه من نومه ، فرقد ساعة ثم فتح (ع) عينيه وهو يقول : إرفقوا بي

يا ملائكة ربي .. فقال له الحسن (ع) : هذا عدو الله وعدوك ابن ملجم قد أمكن الله منه ، وقد حضر بين يديك.

ففتح أمير المؤمنين (ع) عينيه ، ونظر إليه وهو مكتوف وسيفه معلق في عنقه ، فقال له بضعف ، وانكسار صوت ، ورأفة ورحمة :

يا هذا !.. لقد جئتَ عظيما ، وارتكبتَ أمراً عظيماً وخطباً جسيماً ، أبئْس الإمام كنت لك حتى جازيتني بهذا الجزاء ؟.. ألم أكن شفيقا عليك وآثرتُك على

غيرك ، وأحسنتُ إليك ، وزدت في إعطائك ؟.. ألم يكن يقال لي فيك كذا وكذا فخلّيت لك السبيل ، ومنحتك عطائي ، وقد كنت أعلم أنك قاتلي لا محالة

؟.. ولكن رجوت بذلك الاستظهار من الله تعالى عليك يالكع ، وعلّ أن ترجع عن غيّك ، فغلبت عليك الشقاوة ، فقتلتني يا شقي الأشقياء !..

فدمعت عينا ابن ملجم لعنه الله تعالى وقال : يا أمير المؤمنين أفأنت تنقذ من في النار ؟.. قال له : صدقتَ ، ثم التفت (ع) إلى ولده الحسن (ع) وقال له :
إرفق يا ولدي بأسيرك وارحمه ، وأحسن إليه وأشفق عليه ، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في ام رأسه ، وقلبه يرجف خوفا ورعبا وفزعا ؟..

فقال له الحسن (ع) : يا أباه قد قتلك هذا اللعين الفاجر ، وأفجعنا فيك وأنت تأمرنا بالرفق به ؟.. فقال له :

نعم يا بني !.. نحن أهل بيت لا نزداد على المذنب إلينا إلا كرماً وعفواً ، والرحمة والشفقة من شيمتنا لا من شيمته ، بحقي عليك فأطعمه يا بنيّ مما

تأكله ، واسقه مما تشرب ، ولا تقيّد له قدما ، ولا تغلّ له يداً ....الخبر ص 288

المصدر: بحار الانوار ج42/ص288



نسألكم الدعاء