نفثات حزن
[1]
خـَطْبٌ كـبـيرٌ للـمُصابِ يُثيرُ فـي ليـلةٍ فـيـها الإمـامُ عَفيرُ فـي بـيت ربِّ العالمين بسجدةٍ صَـرَع الـوصيَّ بسيفِه مَغرورُ صُرِع الأميرُ وجَبرئيلٌ في السَّما يَنعاهُ وَجْداً.. فالمُصـابُ كبــيرُ أاللهُ أكبرُ قد أُصـيب المُرتـضى وسْـطَ الصـلاةِ وأمرُه مَخطورُ فـتـزلـزلتْ أركانُ مسجدِ ربِّهِ والـقلبُ مِـن أولادهِ مـَذْعـورُ وبـقي صريعَ سجودهِ متخـضِّباً بـالـدمِّ وهْو على الثرى مَهدورُ أ بَـنيَّ للبيتِ احمِلُوا جسمي فذا جُرحي من السيف المَشومِ خطيرُ حـمـلوه مـن بيت الإلهِ بفجعةٍ مـا حـالُ جـسمٍ بالدماء يسيرُ! ومِن النِّسا صرخـاتُهنّ قدِ اعتلَتْ وإلـى الـدمـاء السائلاتِ تُشيرُ
[2]
دَعْـها تـجـوبُ فدافدُ الأنجـادِ وتَشقّ أزياقَ الـرُّبـى ووهـادِ أغرى لها شوقُ الغريِّ فلن ترى مَرأى ومرعى غيرَ ذاك الوادي إذ كـان لـم يعـرفْـه إلاّ ربُّهُ ونبيُّه.. ربُّ الفَـخـارِ البـادي بينا عـزيمتُـه تـدانـى دونـَه أعلا العُلاةِ وشـامـخَ الأطـوارِ ويَشجُّ في الشهر الـكريمِ كريمَهُ فـي وِرْدِه ظُلْماً بسيف مُـرادي قـد غـاله وسْط الصلاةِ مُناجياً لله فـي الـمحراب.. شرُّ معادي لـهـفـي لـه لمّا عَلاهُ بضربةٍ نـجـلاءَ.. قـد سُقِيتْ بسَمِّ عِنادِ قد أَمَّه وهْو الإمامُ فخضّبَ الشـ ـشـيبَ الكـريـمَ بدمِّه المـدّادِ وبقي ثلاثاً مُدْنَفاً.. لا شـاكـيـاً بـل شاكراً، إذ حاز خيـرَ مَفـادِ مُتبتِّـلاً، ومُـحَـمْـدِلاً، ومُـهَلِّلاً ومُـكبّـِراً، قـد فزتُ بـاستشهادِ فتـشـرّفت أرضُ الغَـريِّ بقبرهِ فـاخـتارَ منها التُّربَ نوراً بادي وبكى جميعُ العـالمـيـن لرُزْئهِ والـنيّـِراتُ تـجـلّلـتْ بسوادِ اليـومَ عِـقْـدُ الدِّيـن حُلَّ نظامُهُ وهَوَتْ نجومُ العـلـمِ والإرشـادِ الـيـومَ أركـانُ المعـالي والعُلا فـُلّـتْ بـسيفِ البـغيِ والأحقادِ
[3]
رُزْءٌ بـه الـدينُ قـد هُدّت قـوائمُهُ وفي السَّمـا نُصـبت حُـزناً مآتـمُهُ ومادتِ الأرضُ شَجْواً والسَّما انفطرتْ واسْـوَدّ مُنـقلباً في الـكونِ عـالَمُهُ يا ليـلةَ القَدِرِ جُـلّتْ فـيكِ فاجـعةٌ! أوْهَت قـوى الدِّينِ فانـهارتْ دعائمُهُ قضـى عليٌّ بمحـرابِ الصلاة ببيـ ـتِ الله وهْوَ مُصلّي الـفرضِ قائمُهُ أفديه قد عـاش بيـن النـاس مُغترباً ومات وهْوَ كـتومُ الغَـيظِ كـاظِـمُهُ قلْ لليتـيمِ مضـى مَن كان يُطـعمُهُ فمَن بهِ بـعدَه تَهـنى مطـاعـمُهُ ؟! قلْ للـوفـودِ اذهـبي للأهل خـائبةً فقد مـضى الجُودُ وانجابت غـمائمُهُ
[4]
لَبِـسَ الإسـلامِ أبـرادَ الـسَّـوادِ يومَ أردى المرتضى سيفُ المرادي مـا رعى الغـادرُ شـهرَ اللهِ في حُـجّة اللهِ عـلى كـلِّ العـبـادِ وبـبـيـتِ اللهِ قـــد جَـدَّلَـهُ سـاجـداً ينشـج مِن خوفِ المَعادِ قـتـلوه وهْـو فـي محـرابِـهِ طـاويَ الأحشاءِ عـن مـاءٍ وزادِ فبـكتْـه الإنـسُ والـجِنُّ مـعـاً وطـيورُ الـجوِّ مَعْ وحشِ البوادي وبـكـاه المـلأُ الأعـلـى دمـاً وغَـدا جـبـريلُ بالـويل يـنادي: هُدِّمت ـ واللهِ ـ أركـانُ الهـدى حيـث لا مِن مُنذرٍ فينـا وهـادي
[5]
قُمْ نـاشدِ الإسـلامَ عن مُصابهِ: أُصـيبَ بالنـبـيِّ أم كـتـابِهِ ؟ بَلا قضى نَفْسُ النبيِّ المصـطفى وأُدرِجَ الـليـلـةَ في أثــوابِهِ فاصفرّ وجـهُ الدين لاصـفرارِهِ وخُضِّب الإيمـانُ لاخـتضـابِهِ قتـلتمُ الصـلاة فـي محـرابِها يا قاتليهِ! وهْـو فـي مـحرابِهِ