رسالة الى اللعين عبد الرحمن بن ملجم
على يقين ان لااحد يتذكرك الا باللعن،لك هذا فأنت أخترت ان تذبح الطهر من الارض،لكني اقف أمامك عاجزاً أن أصفك بكلمة واحدة،كيف يمكن لمثلك أن يغمض عيني علي ع على ايتامه؟
هل كنت صائما حينها؟هل امسكت عن الطعام قبل ان تنام في مسجد الكوفة بانتظارأن تصلي خلف قتيلك؟ لماذا كل المأمومين يقتلون أئمة الصلاة في صلواتهم؟كيف نام جفنك تلك الليلة وانت تحضن سيفا مسموماً؟هل غفوت وأنت تحلم بجنة عرضها السموات والارض بلعبة روليت خارجيّ؟
كانت حيطان المسجد تؤذن مع صوت علي في فجر ليلة التاسع عشرة من رمضان،وكنت قد استيقظت على صوت اكف علي وهي توقظك للصلاة وفمه يقول لك:لوشئت لاخبرتك ماتحت الثياب،نفس الثياب التي خرجت بها من عاهر بذلت نفسها لك،نفس الثياب التي فضحتك وأنت تهرب في طرقات الكوفة.
هل كنت تحلم بقتيل يقول حين يسقط( فزت ورب الكعبة)!،هل فوجئت بهذا الصوت وأنت كنت تنتظر ان يقول:آآآآآآه،ابشّرك نحن الذين حملنا هذه الآآآآآآآه منذ صرخة علي وحتى صمتنا ونحن يذبحنا القتلة،كنا نصرخ قبل ان يقتلوننا في السر حتى نقنع انفسنا ان حناجرنا لم يحيلوها على التقاعد،والان نصرخ قبل ان يقتلوننا في العلن بعد ان فقدت الحناجر اهميتها،وكنا نشتمهم قبل ان يقتلوننا في السر حتى نقنع انفسنا ان الشتيمة اخر خط دفاع قبل ان نسقط على الارض، والان نشتمهم بالعلن بعد ان عبروا جميع خطوط العبور والحواجز الكونكريتية، تغيرت وجوه القتلة ومازلنا نصرخ ونشتم قبل ان نموت!.
ربما تدافع عن نفسك وتقول ان من يقتل أمة يسمونه فاتحا ومن يقتل انسانا واحدا يسمونه مجرما،لكنك لم تعرف حتى الان انك يوم قتلت علي قتلت الناس،فأي جرم أن تقف أمام الله بقتل الناس جميعا.
ايها الوحيد،وأيها الغريب،ايها المحروم من نعمة علي،والمتخوم من عطائه، ايها السادر بغيّه،هنيئا لك ماأنت فيه من العذاب،لسنا غريبين عنك فنحن نشيّع كل يوم الف محب لعلي بدعوى ان دين محمد ص واله يفتي بقتل العليين بسيوف ابناء الزنى مثلك!!.